[223] وقال # بعد أن خذله أكثر همدان [يمدح قبائل مذحج في ذي القعدة سنة خمس وستمائة]: [الطويل/45]
  وَأَنتُم حُمَاةُ الرَّوعِ فِي كُلِّ مَأقِطٍ ... وَفِتيَانُهُ والجَوُّ بالنَّقعِ أَخرَجُ(١)
  وَمَا ضَاقَ أمرٌ فِي خُطُوبٍ كَثِيرَةٍ ... عَلَى مَاجِدٍ إلا وَفِيكُم مُفَرِّجُ
  أترضَونَ فِي عَيشِي جُحُودَاً وعَيشُكُم ... لِأرخَائِكُم حَبلَ الحُرُوبِ مُخَرْفِجُ(٢)
  فَكُونُوا كَقومٍ حَازِمِينَ أَعِزَّةٍ ... على وَجَلٍ خَافُوا البَيَاتَ فأدلَجُوا
  فَشُبُّوا نِيَارَ الحربِ من كُلِّ جَانِبٍ ... على القوم واكْوُوا الدَّاءَ مِنهُم وأنضِجُوا
  وإن عَدَّ ذُو الجهلِ الجِهَادَ سَمَاجَةً ... فتركُ جهادِ القَومِ فِي الدِّينِ أَسْمَجُ
  أَيَحسُنُ منكُم غَفَلةٌ وإمَامُكُم ... على الحَربِ والجُردُ السَّوَاهِمُ تُمعِجُ(٣)
  وأنتُم ذُرَى قَحطَانَ طُرَّاً وصِيدُهَا ... وَفِي الطَّرفِ كَادٍ مُستَحِيلٌ ومَنسَجُ
  فَمَا كُلُّ هذا النَّاسِ يَخشُنُ مَسُّهُ ... فَمِنهُم قَتَادٌ لَا يُمَسُّ وعَرْفَجُ(٤)
  أَأَيامُ صفينٍ عَلَيكُم غَبِيَةٌ ... فكيف وأنتُم طِيبُهَا المُتَأرِّجُ
  نَصَرتُم أميرَ المؤمنِينَ وحِزبَهُ ... بِأُسْدِ وَغَىً أَنيَابُهَا تَتَلَمَّجُ
  وَدَولَتُنَا هَذِي رَفعتُم مَنَارَهَا ... فَأنتُم لَهَا أوسٌ كرامٌ وخَزْرَجُ
  يَزِينُ الفتى رُمحٌ وسيفٌ وسابِقٌ ... كَمَا زَانَ ذَاتِ الشِّنفِ طَوقٌ ودِملِجُ
  وَثَغْرٌ يُحَامِي عَنهُ بالسُّمرِ والظُّبَا ... هُو العيشُ لَا ثَغرٌ أغَرٌّ مُفَلَّجُ
  وَتَقويِمُ سَاقِ الحربِ للموتِ فِي الوَغَى ... هُو القصدُ لَا سَاقٌ خَدُولٌ خِدَلَّجُ
  وَكَم لكُمُ من موقِفٍ شَاعَ ذِكرُهُ ... أَدِيمُ فَضَاهُ بِالدِّمَاءِ مُضَرَّجُ
  حَمَيتُم بِهِ سَرحَ الهُدَى وهو سَارِبٌ ... وقَد كادَ لَوَلا الطَّعنُ والضَّربُ يُمْرَجُ
  وَيَومٌ كَأنَّ الشمسَ فِيهِ مَرِيضَةٌ ... ضُحَىً وكَأنَّ الجَوَّ لَوحٌ مُزَبْرِجُ(٥)
  صَبَرتُم لَهُ صَبْرَ الأُولَى وأنَختُمُ ... وَمَا فِيهِ للأُسدِ الغِضَابِ مُعَرَّجُ
  وأنتُم كِرَامٌ من كِرَامٍ أَعِزَّةٍ ... وَفِي بَعضِ أنسَابِ الرِّجَالِ تَعَلهُجُ(٦)
(١) الأخرج: الذي له لونان من بياض وسواد.
(٢) المخرفج: الناعم.
(٣) في بعض النسخ: السوابق بدل السواهم. والتَّمَعُّج: التلوي والتثني، والمعج: الإسراع.
(٤) القتاد كسحاب: شجر صلب له شوك كالإبر. والعرفج: شجر سهلي.
(٥) هذا البيت زيادة من النسخة الأصلية.
(٦) المعلهج: كمزعفر: الأحمق اللئيم.