ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[224] وقال # ما دحا ليحيى القشيبي وأصحابه بني قشيب بالوفاء حين جاشت العجم [وأثنى عليهم بما فعلوه مع صنوه عماد الدين في ربيع الآخر سنة سبع وستمائة]: [السريع/62]

صفحة 472 - الجزء 1

  هَذَا فَدَى جَارَاً لَهُ بِابنِهِ ... فَسَارَ فِيهِ المَثلُ السَّائِرْ⁣(⁣١)

  وَذَا بِمِثلِ الأُسْدِ مِن قَومِهِ الـ ... ـفَاخِرِ فَالفَاخِرِ فالفَاخِرْ

  فِيهِم شَقِيقُ الرُّوحِ كَالبَدرِ فِي ... هَالَتِهُ الكَامِلَةِ الدَّائِرْ

  جَادَ بِهِم مِن دُونِ جِيرَانِهِ ... وَلَم يُفَكِّر فِكرَةَ الحَائِرْ

  فَهل عَلِمتُم فِي الوَفَا مِثلَهُ ... جِيئُوا بِهِ أو فابعثوا الحاشِرْ

  وَمَا الفَتىَ الطَّائِيُّ فِي جُودِهِ ... يَفضُلُ جَدوَى كَفِّهِ المَاطِرْ⁣(⁣٢)

  هَذَا قرَى الجيشَ على وُسعِهِ ... مَلَاوَةً من دهرِهِ الدَّاهِرْ

  وَصغَّرَ الأوَّلَ من فِعلِهِ ... بِالبِشرِ فِي إحسَانِهِ الآخِرْ

  فَهَل عَلِمتُم ما أتَى حَاتِمٌ ... يُربِي على تَيَّارِهِ الزَّاخِرْ

  لَيسَ يُدَانِيهِ فلَا تُنكِرُوا الـ ... ـحَقَّ وما المؤمنُ كالكَافِرْ

  مَا مَاتَتِ العُربُ ولَا مَجدُهَا ... إذ لَهُمُ مَن فِعلُهُ يَاشِرْ⁣(⁣٣)

  يَا حَبَّذَا وارثَ آبائِهِ الـ ... ـأسلَافِ والقَائِفَ والآثِرْ⁣(⁣٤)

  ذَكَّرتَنَا تُبَّعَ يَا ابنَ ابنِهِ ... وَشَمَّرَاً والمَجتبَى يَاسِرْ⁣(⁣٥)


(١) المثل الذي أشار إليه الإمام # هو قولهم (أَوْفَى مَنَ السَّمَوْأَلِ) هو السَّمَوأل بن حيَّان بن عَادِياء اليَهُودي، وكان من وفائه: أن امرأ القَيْس لما أراد الخُرُوجَ إلى قيصر يستنجده على قتلة أبيه، اسْتَوْدَعَ عند السموألَ مائة من الدُّرُوع، فبلغ الخبر إلى ملك من ملوك الشام، وقيل: إلى الحارث بن ظالم، فغزاه بعد موت امرأ القيس، فتحرز منه السموأل، فأخذ الملك ابناً له، وكان خارجاً من الحِصْنِ، فصاح الملك بالسموأل، فأشرف عليه، فَقَالَ: هذا ابنُك في يَدَيَّ، وقد علمت أن امرأ القيس ابن عمي ومن عشيرتي، وأنا أحقُّ بميراثه؛ فإن دفَعْتَ إلي الدروع وإلاَ ذَبَحْتُ ابنك، فَقَالَ: أجِّلْني، فأجله، فَجَمعَ أهلَ بيته ونساءه، فشاوَرَهم، فكُلٌّ أشار عليه أن يدفع الدروع ويستنقذ ابنه، فلما أصبح أشْرَفَ عليه وقَالَ: ليس إلى دَفْعِ الدروع سبيل، فاصنع ما أنت صانع، فذبَحَ الملكُ ابنه وهو مُشْرِف ينظر إليه، ثم انصرف الملك بالخيبة، فوافى السموألُ بالدروع الموسمَ فدفعها إلى ورثة امرئ القيس.

(٢) الجدوى: المطر العام، أو الذي لا يعرف أقصاه.

(٣) (ياشر) هكذا في النسخ، ولم يظهر المعنى، ولعلها باشر: وتكون من البشر: أي من فعله حسن، أو من يفعل الفعل ببشر وطلاقة وجه.

(٤) القائف: من له معرفة بالآثار، أو هو من الإقتفاء وهو الإتباع.

(٥) تبع: واحد التبابعة من ملوك حمير، وسمي تبعاً لكثرة أتباعه، وسموا تبابعة لأن الآخر يتبع الأول، وهم سبعون تبعاً ملكوا الأرض جميعاً ومن فيها من العرب والعجم، ولعل المقصود هنا تبع الأوسط، وهو المؤمن بالله، وقيل بأنه كان نبياً مرسلاً إلى نفسه لما تمكن من ملك =