[أرجوزة الخيل وصفاتها]
[أرجوزة الخيل وصفاتها]
[٢٢٧] وقال # هذه الأرجوزة وضمنها صفات الخيل(١): [أرجوزة]
  قُلْنَ ولم ينطقنَ بالمقَالِ ... وإنَّمَا قالَ لِسَانُ الحَال
  قُمنَ بِنَا إلى الإمام نَخْتَصِمْ ... يَفْلِجُ من فَازَ ويَخْزَى مَنْ وُصِمْ(٢)
  فقال منها السَّكْبُ وهو غَضْبِانْ ... لا يكشفُ الصُّورَةَ إلا الميدَانْ(٣)
  فطارَ منهُنَّ حِصَانٌ ونَفَرْ ... وكادَ من مُقلَتِهِ يَرمِي الشَّرَرْ
  وقال أنت تَائِهٌ مَجنُونُ ... والشأنُ تبدو بعدهُ الشُّؤُونُ(٤)
  العينُ فِيمَا قيل تُغنِي عنْ أثَرْ ... فاستغن فيها بالعَيَانِ والنَّظَرْ
  فالعتقُ قد يُعرَفُ فِي أعيَانِهَا ... وشَكلِها البادِي وفي أسنَانِهَا(٥)
  وفي الذي يَظهَرُ من صفَاتِهَا ... وفي مبانيها وفي أصوَاتِهَا(٦)
  وفي الشِّيَاتِ عندهم والألوَانْ ... والدَّايرَاتِ عند أهل ذا الشَّانْ(٧)
  وقد يضافُ عِتقُهَا إلى النَّسَبْ ... كما ترى في عُجمِهَا وفي العَرَبْ
  فقال كم جيادُها لنعرِفَا ... فالوجه أبْهَى منظراً من القَفَا
(١) هذه الأرجوزة البليغة الفريدة التي يبلغ عدد أبياتها ألف بيت وواحد وستون بيتاً تدل على أن الإمام # بلغ في الفصاحة منتهاها، وفي البلاغة أقصاها، فلا يشق له غبار ولا يجارى في مضمار، وأنه بحر في شتى فنون العلم، ولم يقتصر على فن أو فنين، بل جمع مالم يجمعه غيره من العلوم، حتى في الخيل وصفاتها وما يتعلق بها، وقد شرحها ولده شمس الدين أحمد بن الإمام المنصور، بشرح وقد طبع باسم تاريخ الخيول العربية.
(٢) الفلج: النجح والفوز، وهو بلوغ منتهى الطلبة. الإخزاء: هو الإبعاد من الخير، يقال أخزاه الله بمعنى أبعده الله من رحمته. والوصم: العيب، يقال ما به من وصمة ووصمهَ إذا لم يكن فيه للذم مسلك.
(٣) قال الأمير أحمد في شرح الأرجوزة (صـ ٣٥): يريد # أنهن اختصمن في الجودة والعتق، وجودة الأصول، ومعرفة الممدوح والمذموم، فقال هذا الحصان: الإختبار في الميدان يغنيي عن هذا كله ويكشف اللبس.
(٤) قال في الشرح: إن هذا الحصان أنكر على ذلك قوله، وقال: إنه ينبغي أن يبتدأ بمعرفة الأصول.
(٥) العتق: جودة الأصل، وكمال الخلق، وهو يعرف في عيون الخيل إذا كانت عين الفرس جاحظة، كبيرة الحجاب، مستديرة من قبلها منشقة من آخرها، فهذا عربي محض.
(٦) المباني: تركيب الخلق وملاحظة العظام لبعضها بعضاً، وذلك أجود ما يكون من الخيل، يقول كانت الخيل تثبت بنا فيوضع العظم على العظم، كما توضع الحجر على الحجر. والأصوات: كان يجلجل صوته أو ينحنحه وينهم في آخره فهو عربي أصيل.
(٧) الشيات: العلامات من غرر أو تحجيل على ما يأتي بيانه.