[أرجوزة الخيل وصفاتها]
  وقال # يصف مشاهيرها [وذكر أسماء خيل العرب المشهورة]:
  وكم مشاهيرِ الجيادِ الفَائِقَه ... ما كان بين آفِقٍ وآفِقَه(١)
  فقال لا تُحصَى إذا استقصيتُهَا ... ولو حكاها الناسُ أو حكيتُهَا
  وإنما أذكرُ منها الأشهَرَا ... وكلما كان مَسِيحَاً كَوْثَرَا(٢)
  وصَفْوُ مشهورَاتِهِنَّ عَشْرُ ... والعين لا يغبَى عليها الفَجْرُ
  فأعوجٌ ولاحِقٌ ومَذْهَبُ ... ثم الوجيه والغرابُ المُلهَبُ(٣)
  وذايدٌ والعسجديُّ الوَارِي ... والورد هاديهَا وذو الخمَارِ(٤)
  وآلُ ذي العُقَّالِ من جيادِهَا ... إن كنتُ أُلجيتُ إلى تعدادِهَا
  فقالَ غيرُ ما ذكرتَ أشهرُ ... وربما جَلَّى اللَّبِيسَ المُخبِرُ
  كآلِ فَيَّاضٍ وآلِ ذي سَبَلْ ... ثم القريطِ مُشبِهِ السِّيدِ الأزَلْ(٥)
  ثم الرقيمُ والجوَادُ المُنكَدِرْ ... ثم الصريحُ وسُحَيمُ المُنشَمِرْ
  وداحِسٌ والسابقُ الخَطَّارُ ... وثَادِقٌ شاهِدُهُ المضمَارُ
  وشَغوَرٌ وصنوهُ مكتومُ ... والعلم تأتي بعده العلُومُ
  فقال سرُّ القول مَينٌ يُعْلَمُ ... والحقُّ لا يغبَا ولا يُكَتَّمُ
  ما قلتُ إلا ما حكتهُ العَرَبُ ... والخيل مثل الناس فيهم يُنْسَبُ
  فقال أسندها إلى أنسابِهَا ... قال بذكرِ الصِّيدِ من أربَابِهَا
  لأنها يا طَرفُ أصلُ النِّسْبَه ... فإن يكن عَرَاكَ نومٌ فانْبَه(٦)
  وكل ما ذكرتُهُ أصلُ النِّسَبْ ... فكيف أعزوها إلى غير العَرَبْ
(١) آفق وآفقة مقلوب فائق وفائقة، وهو سائغ في لغة العرب كشاك أي شائك.
(٢) المسيح: كثرة الجري بسخولة، مأخوذ من سيح الماء. والكوثر أبلغ من الكثير.
(٣) الإلهاب: سرعة العدو، مأخوذ من لهب النار.
(٤) الواري: المتناهي في الجودة، مأخوذ من الواري من الزنادة، وهو الذي يقدح النار سريعاً.
(٥) السيد من أسماء الذئب، والأزل من صفات الذئب: وهو ممسوح العجيزة.
(٦) يا طرف أي يا مُهر.