البياض
  نوعان يُدعَى واحدٌ صنَابِي ... وهو الأغَمُّ المستحيل الكابِي
  والأشهبُ الآخر أصفى لَيتَا ... ولم أقل ما قلتُهُ تبخيتَا(١)
  فهذه ألوانُهَا الشَّوَامِلْ ... القُحَّةُ الخَالِصَةُ الكَوَامِلْ
البياض
  ثم البياضُ قائِمٌ بنفسِه ... ومن لنا بكُمتِه من جِنسِه
  وإنما يكره منه مُغرِبُه ... فكن على زَورَاء ألا تَقرَبُه
  فهذه ألوانُهُنَّ الفاشيَه ... ثم البهيم ما خلا من الشِّيَه
  وإن رأيت أشقرَاً أو أخضرَا ... فهو بَهِيم عندهم كما تَرَى
  ويكرهون الأشهبَ البَهِيمَا ... فافهم وكن طَبَّابَةً علِيمَا
  وبعدها المختلطاتُ فاعلمْ ... من صِنعةِ المُصَوِّرِ المُقَسِّمْ
  فأبرشٌ وأشيمٌ وأنمَرُ ... والبُقعُ والأبلَقُ والمُدَثَّرُ(٢)
الشيات في الرؤوس
  فقال: قل يا مُهرُ في شِيَاتِهَا ... مكان قولي يا فتى فَهَاتِهَا
  فقال: سآألت بِها خَبِيرَا ... وكيف تعليم الرِّضَاع الظِّيرَا(٣)
  ما ابْيَضَّ أعلى رأسِهِ فأصقَعُ ... والصَّقَعُ المصدرُ منه فاسمعُوا
  وأقنفٌ إن كان في قَفَائِهِ ... بياضُهُ فاستنبِ عن أنبَائِه
  فإن غشى البياضُ أعلى الأُذنَينْ ... فذلك التوقيف عند الحبرَينْ
  والناس فيه قولُهُم إجماعُ ... وأصلُ ما ذكرتُهُ السَّمَاعُ
  ومثلُهُ في مِرفَقٍ أو اثنينْ ... وفي مكان الرُّسغِ والعُرقُوبَينْ
  فذلك التَّوشِيحُ فاعرِفْ وَصْفَهْ ... ومَيِّزِ القولَ وحَكِّمْ رَصْفَه(٤)
(١) الليت: صفحة العنق. والتبخيت: الظن والتخمين.
(٢) الأبرش: هو أبيض الشعر وجلده مختلط بالحمرة والسواد. والأشيم: هو الذي يتنقط جلده كأن المطر أصابه رشاً. والأنمر: هو على لون النمر مبقعاً إلا أن بقعه كبار. والأبلق: هو ما تسود إحدى عينيه وتبيض الآخرى. والأبقع: يكون من لونين.
(٣) قوله (وكيف تعليم الرضاع الظيرا) مثل يضرب لمن يعلم من هو أعلم منه.
(٤) الموشح: ما استطار البياض فيه من أذنيه إلى بطنه.