الكلام في الأنوف
  وقد يكون في العيون جَاحِظَه ... كأنَّها في كل عينٍ لاحِظَه(١)
الكلام في الأنوف
  وفي الوجوه الأنفُ فاعرفْ قولِي ... ولم أقل بقوتِي وحِولِي
  وفيه سُمَّانِ ونَهْرٌ جَارِي ... ينبيك عن ذاك اللبيبُ الدَّارِي
  وفي الأنوف مَارِنٌ ومَرْسَنُ ... وفيه نعت فاحشٌ وحسَنُ(٢)
  وتحته فيما علمت الجُحْفُلَه ... وهي التي يُدلِي بها ما أكَلَه
  ثم الفمُ الرَّحبُ الوسيعُ الأفهَقُ ... يقال من ذاك جواد أشدقُ
  وشقُّهُ في العلم يُدعى شَجْرُ ... والعين ُلا يغبَى عليها الفَجْرُ
الكلام في الأسنان
  وأولُ الأسنانِ فالثنايَا ... ثُمَّ الرُّبَاعِيَاتُ لا تَعَايَا
  وبعدهنَّ فاعلمِ القَوَارِحْ ... وبعدَهَا الأنيَابُ كالبوَارِحْ(٣)
  وهي متَى لم تنتزع رَوَاضِعْ ... فلا تَكُن للجاهلين خاضِعْ
  وبعدها أضراسُهُ ثَمَانِيَه ... ليست بتَلْسَاسِ الخَلِيسِ وَانِيَه(٤)
  وهي إذا أَجْمَلتَ ستَّ عَشْرَه ... ومثلُها فيما قصصنَا أَمْرَه
  وكلُّ سِنٍّ بعدها رَدِيفُ ... فهو رُوالٌ جِذرُه ضَعِيفُ(٥)
  ثم العمودُ جَذرُ لَحمِ الأسنانْ ... وهكذا أسماؤها في الإنسانْ
  وحَدُّهَا جَمِيعُهَا يُدعَى الشَّبَا ... والحَدُّ لا يُغنِي الفَتَى إذا نَبَا(٦)
  وبين ذاك قُلتَةٌ وحَنَكَه ... ثم لَهَاةٌ وفَرَاشٌ مُدرَكَه(٧)
(١) العين الجاحظة: ما ارتفعت مقلتها وشخصت.
(٢) المارن: العظم الذي بين المنخرين. والمرسن: أعلا المنخرين وهو الذي يتحرك عليه الرسن.
(٣) البوارح: أسنان المشط الكبار.
(٤) التلساس: هو اللس، وهو الأكل بمقدم الفم.
(٥) الرديف ما زاد على تلك الأسنان المذكورة وهو يسمى روال، وهو ضعيف يزال بالمنقار من فِيِّ الفرس إذا حدث فيه.
(٦) نبا السيف: إذا كل حده ولم يقطع.
(٧) القلت في الفم: ما بين اللهاة إلى الحنك. واللهاة: هي أصل اللسان وما حوله، وجمعها لهوات.