الكلام في الحافر
الكلام في الحافر
  وحافرٌ فِي وَسطِهِ دَخِيسُ ... والصَّقْبُ عَظمٌ وَسطُهُ مَغمُوسُ(١)
  وسُنْبُكٌ وَهوُ لَهُ مُقَدَّمُ ... قَصِيرُهُ عِندَهُمُ المُقَلَّمُ
  وخَلفَهُ دَائِرَةٌ مَعرُوفَه ... وتلك في أشعارِهِمْ مَوصُوفَه
  ثم الحَوَامِي خلفَهَا النُّسُورُ ... مثل النَّوَى عن مَرضَخٍ تَطِيرُ
  ومنه وَأْبٌ فِي المَقَالِ وأَرَحْ ... وسَلَطٌ مُقَعَّبٌ يَحكِي القَدَحْ(٢)
  ونَقَدٌ مُذَمَّمٌ ومَضرُورْ ... واسَمرٌ به يرد اليَعفُورْ(٣)
الكلام في الصدور
  والصَّدرُ وهو الجوشَنُ المعلُومُ ... ولفظُهُ المحمودُ لا المذمُومُ
  إذا تَنَدَّت نُهدَةٌ مَرَاكِلُه ... جَلَّت أعالِيهِ ودَقَّ سَافِلُه
  وقَصُّهُ يَدعُونَهُ الحمَامَه ... أسفلُ من فَهدَتِةِ الجَثَامَه
  وفي حِجَاجِي صَدرِهِ الجوانِحُ ... وهي التِي منها الجَوَادُ مَانِحُ
  وهي كما قالوا جَمِيعَاً سِتُّ ... يُمَيزُ المشتَبِهَاتِ النَّعْتُ
  والصفحتانِ جانِبَاً أعالِيه ... ما افترش الفارِسُ من مُوَالِيه
  ومرجعُ المرفِقِ فالفرِيصَه ... تَحتَ المغدينِ بِلَا نَقِيصَه
  وآخِرُ الأضلاعِ فالقُصَيرَى ... فاعمل بما قلتُ جُزِيتَ خَيرَا
  والأبَهَرَانِ رُكِّبَا من العَصَبْ ... إلى القُصَيرَى عَجَبٌ مِنَ العَجَبْ
  وكلُّ أطرافِ الضُّلُوعِ شُرسُوفْ ... وهو المِقَطُّ فِي اللسانِ المعرُوفْ
  والنَّحرُ ما تكنفُهُ يدَاهُ ... من كان من قُدَّامِهِ يَرَاهُ
  وقد يُقَالُ فيهِ فاعلم بَرْكُ ... والعلمُ لا يُعْرِبُ عنهُ الشَّكُّ
  وهو المسمى جؤجؤ ومُزدَفَرْ ... والصَّدرُ والقَصُّ لَهُ كالمُسْتَقُّرّْ
(١) الدخيس: العظم الذي يشتمل عليه الحافر من تحت الأخلق.
(٢) الواب: المستدير المرتفع. والأرح: الذي انبطحت سنابكه وانتشرت نسوره واتسعت حواميه. والسلط: المستطيل.
(٣) النقد: ما يصيب الحافر من العلل حتى يضعف وينقشر ويتشقق. والمضرور: المضموم الصغير. والأسمر: صفة اللون للحافر، وهو أشد ما يكون فيها.