ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

أهمية الديوان

صفحة 50 - الجزء 1

  وأعانه # وأيده علماء عصره من أهل البيت وجاهدوا معه، ومن أعظمهم عناءً الأميران الداعيان شمس الدين وبدره يحيى ومحمد أبناء أحمد بن يحيى بن يحيى، قام بإنشاء الكتب والرسائل المحذرة من المطرفية والحاكمة بكفرهم والناطقة بجواز قتلهم وسبيهم ومصرحة بالحكم عليهم كحكم أهل دار الحرب.

  فجاهدهم الإمام جهاداً طهَّر الأرض من خبثهم وفسادهم، ولم يبق منهم إلا طائفة مستضعفة لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً.

  فالإمام # حكم فيهم الأحكام الشرعية التي يجب الإستناد إليها وتطبيق قوانينها، وقد أجاب عن كل اعتراض اعترض به عليه في رسائله ومؤلفاته وأجوبته على المسائل التي سأله بها علماء عصره.

  فالإمام # قام بحكم الله في المطرفية التي استنبطه واستخرجه من أدلة الكتاب والسنة.

  فالمطرفية كفار باعتبار عقائدهم وأقوالهم التي تخالف القرآن، وليس كفرهم إلزاماً بل تصريحاً، فأقوالهم صريحة في مخالفة القرآن، ورد ما علم ضرورة من الدين، فهذا أحد الأوجه التي استجاز الإمام قتلهم وسبيهم بسببها.

  والوجه الثاني: أنهم بغاة، والبغاة يجوز للإمام قتلهم، وأحكامهم مفصلة في كتب السير.

أهمية الديوان

  ديوان الإمام المنصور بالله # من الدواوين الشعرية الهامة التي تستحق العناية، والإهتمام بها، فقد جمع هذا الديوان العظيم الكثير مما يحتاج إليه الفصحاء والبلغاء، واشتهر هذا الديوان بين أوساط الزيدية وتداولته أيدي علمائهم وفصحائهم وبلغائهم، فهو يبين قدرة الإمام # البلاغية التي تبدو ظاهرة جلية لكل من قرأ هذا الديوان، فكل من اطلع على أشعاره وقصائده علم نفسه الطويل، وأسلوبه الجليل في تركيب الألفاظ وصوغ القوافي الشعرية الرائعة على حسب ما يقتضيه المقام، ويحتاج إليه الحال، فالإمام # اتخذ من شعره أساليب ونماذج في جميع ميادين حياته.

  ودراسة هذا الديوان تحتاج إلى وقت كثير، وشرح مبسوط يطول حوله البيان والتفسير، إذ كل قصيدة لها ذوقها البلاغي، ووقعها البياني، وأسلوبها الخاص في صياغتها، وما تحتوي عليه من تشبيهات وإستعارات وكنايات، وما تتضمنه من جزالة لفظية، ودلالات خطابية، وقوة عارضة شعرية، وأوجه جمال بلاغية، وما تشتمل عليه من اعتزاز وافتخار، أو مكاتبة ومراسلة، أو مدح وثناء، أو ذم وتأنيب، أو إثارة الحفيظة، وإيقاد نار الحمية والغيرة، أو تذكير بمواقف وسوابق ومآثر، أو تسطير مناقب ومفاخر، أو تهجين بذكر مثالب وجرائر، مع تمكن من إيصال القارئ أو المستمع إلى فهم المقصود من القصيدة، والهدف منها، والسبب في إنشائها.