ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

صفاتها المجبولة عليها

صفحة 504 - الجزء 1

  وصَمَمٌ يَقرُبُ من صَمِيمِ ... شَدِيدُ أسرٍ ليس بالموصُوم

  والوَهْمُ ما كان عظيمَ العَظْمِ ... شديدَ ظَهرٍ وكثيرَ لَحم

  والطِّرْفُ قيل لانتصَابِ أُذنَيه ... وعُنُقِهْ ولِسُمُوِّ عَينَيه

  وقيل لا بل لا رتفاع مَجدِهْ ... من طرفَي حِدَّتِهِ وجِدِّهْ

  فارجع إلى قولِهِمُ في العُنْجُوجْ ... طويلُ عُنقٍ رأسهُ كالمعنُوجْ⁣(⁣١)

  وبعدها المُحَصَّصُ الشَّدِيدُ ... وهو لَعمرِي عندهم مَحمُودُ

  والعَتِدُ العَارِي من العُيَّابِ ... في عَظمِهِ البِادِي وفي الأعصَابِ

  ثم الوأى فظاهر الغُرُورِ ... مشاركٌ في صِفَةِ اليعفُور

  ثم العَلَنْدَا للطويل السَّامِي ... والشُّندُفُ الماضي السريعُ الطَّامِي

  وبعدها المُشتَرِف السَّامِي النَّطَرْ ... والمشرفُ العالي من الخيل المَمَرّْ

  والقَرزَلُ السَّهْمُ اللطيفُ المُجتَمِعْ ... فادنُ وأرهْف سامعَيكَ واستمِعْ

  وبعَدَها الذَّيَّالُ طُوَّالُ الذَّنَبْ ... وهو طويلٌ عجَبٌ من العَجَبْ

  فإن يكُن في جسمِهِ اجتمَاعُ ... فذلك الذَّايلُ لا نِزَاعُ

  ثم الحَرُوجُ ما يطُولُ عُنُقُه ... عنايةً فلا تَفُتْكَ طُرُقُه

  وشَيظَمٌ وهو الطويلُ المُحصِدُ ... يكاد لا تَبلُغُ أعلاه اليَدُ

  والسَّلهَبُ الطويلُ والمُشَذَّبُ ... بعضُهُمَا من وَصفِ بَعضٍ يَقْرُبُ

  وهُو الطَّويلُ الأيِّدُ المُجَرَدُ ... وذاك في علمِ الجيادِ يُوجَدُ

  وقد يقال سابِقٌ رَفِنُّ ... كَثيرُ لَحْمٍ شَعْرُهُ مُستَنُّ

  فالصَّلدَمُ الصَّافِي الأدِيمِ والبَصَرْ ... شديدُ أسْرٍ لحَمُهُ يَحكِي الحَجَرْ⁣(⁣٢)

  ثُمَّ المُتِلُّ غِلظَةً وشِدَّه ... يكادُ يفري في الوثُوبِ جِلدَه

  وبعده العَمِيثلُ النَّشِيطُ ... أرجاؤه بوثبهِ مَخلُوطُ

  وسَرِحُ اليدين قيلَ سُرحُوبْ ... مُنقَبِضُ الرِّجلَينِ غيرُ مَكبُوبْ

  ومثلُهُ السَّلهَبُ إلا أَنَّهْ ... أعلى وما في سَبْقِهِ مَظَنَّهْ


(١) المعنوج: المنحني، يعني: أن رأسه مقوس كأنه عطف.

(٢) وفي النسخة الأصلية (ولحمه مزَيَّم يحكي الحجر).