ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الكلام في مذموم الجري

صفحة 511 - الجزء 1

  ومنه في قولهم طَمِيمُ ... وطِرفُهُ طامٍ لَهُ تَصميمُ

  ومنه جري وهُوَ الإحذَامُ ... يدنُو من الأحبابِ يا غُلامُ

  وبعده في لفظه المُواشَكَه ... سرعةُ جريٍ دائمٍ مُدَارَكَه

  وذَأَلاَنٌ عندهم مَعرُوفُ ... جوادُه كأنه الخذرُوفُ

  ومنه جَرْيٌ ثُمَّ عَدْوٌ وَحَضَرْ ... والرَّكْضُ في السابق نعتٌ مُستَمِرْ

  يقالُ مَحضِيرٌ وعَدَّاءٌ عِلَندْ ... يَكَادُ يُفِري حالبيهِ والمِعَدْ

  والطفوُ منه قد يُقالُ طَافِي ... يَصْعَدُ في الشِّدَّةِ كالخُطَّاف

  ومنه سَهكٌ وهو مثلُ الذَّرْوِ ... يسحقُ بالسنبكَ صُمَّ المَرْو

  ومنه جَريٌ وهو يُدعى الهَيدَبَا ... جوادُهُ يُصغِي لِمن يُوحِي النَّبَا

  وسرعةٌ في الجري تُدعَى فَرْفَرَه ... يقطِفُ في الجري كقَطفِ الثَّمَرَه

  والوَثَبَا ووَثْبُهُ اشتقاقُهُ ... إن حَثَّهُ في جريه إرهاقُهُ

  والرَّدِيَانِ قيلَ من ذَاكَ رَدَى ... يكادُ أن يقفزَ إن مَدَّ المَدَا

  ومنه تَجوَالٌ يُقَالُ جَالَا ... وهم يرون عَدْوَهُ إدلاَلَا

  ومَيعَةُ الحضرِ عُلُوٌ في سَلَسْ ... وهو الذي يعلو إذا طالَ النَّفَسْ

  والنَّسَلاَنِ من ضُرُوبِ العَدْوِ ... هو شَبِيهٌ عندَهُمْ بالسَّهْو

  ورُبَّمَا قيلَ من الجَرِي عَنَنْ ... ومثلُهُ فيما روى الناسُ فَنَنْ

  وهو الذِي يعترِضُ اعترَاضَا ... يُنَوِّعُ الجَرْيَ إذا أفَاضَا

  والتَّيَحَانُ طِرْفُهُ التَّيَّاحُ ... والجِدُّ لا يُشْبِهُهُ المِزَاحُ

  ومَرَحٌ وطِرْفُهُ يُدعَى المَرِحْ ... والإختِيَالُ مثل ذاك فاقتَرِحْ

  وإنَّمَا يُوصَفُ تَحتَ الفَارِسْ ... مثلُ الشِّهَابِ فِي يَمِينِ القَابِسْ

  هذا مُهِمُّ القولِ في نَشَاطِهَا ... وهو نقيضُ القولِ في فَرْشَاطِهَا

الكلام في مذموم الجري

  فقالَ قَسِّمْ جَريَهَا المذمُومَا ... إن كنتَ طَبَّاً بالنبَا عَلِيمَا

  فقالَ فوقَ كُلِّ ذي عِلْمٍ عَلِيمْ ... وإنَّما نَذْكُرُ منهُ المُستَقِيمْ