الكلام في مذموم الجري
  أوَّلُه عندهم التَّرَادُ ... وبعدَهُ الفُتُورُ ياجَواَدُ(١)
  وبعده اللُّغُوبُ والتَقهِيرُ ... والكَآلُّ والمقطَعُ والحَسِيرُ
  أسماءُ نقصٍ أُخِذَتْ مِنْ عَدْوِه ... تُشْتَقُّ من تَنكِيسِهِ ورَبْوِه
  ومنهُ جَرْيٌ لقبُوُهُ جَربَذَه ... نَاِقصُ قَدْرٍ ساءَ فاعلمْ جَهْبَذَه(٢)
  وبعده التَّلِيحُ والإكدَاءُ ... لُومٌ وقد يلزمُهُ الإعيَاءُ
  وقد يقال جَريُهُ مُنَكَّسُ ... وهو خِلافُ اللاحِقِي الأشَوْسُ
  وفي رَدِي جريهن النَّعثَلَه ... آخره يَخْذُلُ فيه أوَّلَه
  يُعرَفُ بالتَّفِرِيقِ في القوائِمِ ... والخفقَانُ في القُذُالِ الدَّائِم
  ومنه جَريٌ عندهم مُشَاغِرُ ... أوَّلُه لا يقتفيه الآخِرُ
  ومَلَقٌ عندهُمُ مَذكُورُ ... لا يُدْرِكُ الوَترَ به الموتُورُ
  ومنه نَوْعٌ عندهم يُدْعَى الضَّغَنْ ... لا يستقيم طرفُهُ على سَنَنْ
  ثم الخفوشُ وهو جريٌ مُنتشِرْ ... تَحسِبُ جَرْيَ طرفِهِ إلى الدُّبُرْ
  ثم الرَّوَاعُ ليس يَستقِيمُ ... يقبضُهُ في لفظه التَّصمِيمُ
  ومثله المُعَنُّ والحَفُوصُ ... جاءت بهِ من لَفظِهمْ نُصُوصُ
  ومنه تَشنِيفٌ هو المُمِيلُ ... ليس إلى دوَائِهِ سَبِيلُ
  ومنهُ جَمعٌ طَرفُهُ جُمُوعُ ... إن رُدَّ لا يُمكِنُهُ الرُّجُوعُ
  وجَامِحٌ وهو مِنَ الجِمَاحِ ... من أعيبِ الجري فَلَا تُلاَحِي
  وطَامِحٌ من الطِّمَاحِ فاعلَمْ ... لا يُبصِرُ الثَّبرَةَ عندَ المَقْدَمْ
  ودون ذاك في العيوب المُعتَزِمْ ... لأنه في بعض حين يَلتَزِمْ
  ومِنْهُ جَرْيٌ عَجِزٌ من عَاجِزِ ... يَرضَخُ بالأجرَامِ والجَوَامِزِ(٣)
  وفيه فيما قَدَّرُوهُ غَرَبُ ... فارِسُهُ يُغرِبُ حين يَقْرُبُ
  وعَادِمٌ فِي جَريِهِ مَذمُومُ ... قرينُهُ في الحَلْبَةِ المكلُومُ
(١) التراد: أول نفصان جري الفرس، وهو أن ينقص بعض عدوه.
(٢) الجربذة: هي أن ينكس رأسه في العدو، وتختلف قوائمه وينقص قدره إلى الأرض. والجهبذ: النقاد، وجمعه جهابذ وجهابذة.
(٣) الجوامز: عظام القوائم.