الكلام في المذموم من الخيل
  قصيرةٌ عندَهُمُ دَوَارِجُه ... يصيحُ من تَخفافِهِ لَوَامِجُه
  وربَّمَا كانَ من الإقرَافِ ... ذاكَ فجَانِبْ مَنهَجَ الخِلاَف
  وعندهم في خلقِهَا تَحَمُّرُ ... مثلُ الحمارِ عُنْقُهُ والمنْخِرُ
  ومُحمَقٌ يأتي بكل أَحْمَقِ ... وهي خِفَافُ الخيل عند المُنتَقِى
  نَقِيضُهُ المُطَهَّمُ المَجِيدُ ... أبو الجيادِ السَّابِقُ المَحمُودُ
  ومِنْ عُيُوبِ خلقهِنَّ المَعْرُ ... وهو السَّفَا فيما حَكَوا وذَكَرُوا
  ثم الخَذَا وهو يَخُصُّ الأُذنَينْ ... إذا تَمَشَّى لَصِقَا بِالخَدَّينْ
  ومُغْرَبٌ مَا ابْيَضَّ شَفْرُ عَينِه ... يُدنِي الضيَا فارِسَهُ لِحَينِه
  وزَرَقٌ وهو بَيَاضُ العَينَينْ ... ورُبَّمَا كان بإحدى الثِّنْتَينْ
  وذاك في إحدَاهُمَا يُدعَى الحَوَلْ ... يغبِطُهُ العُميانُ فِي ضَرْبِ المَثَلْ
  والدَّنَنُ المذمُومُ فِي أَصْلِ العُنُقْ ... كأنه يَسُوقُ أخْلاَفَ الطُّرُقْ
  والأكتَفُ المُنفَرِجُ الأكتَافِ ... لَا يُلحِقُ المُغِيثَ بالمُصَاف
  وقدْ يُقَالُ أَصدَفٌ من الصَّدَفْ ... إنْ كانَ في فخذَيهِ فالْهَمْهُ كَفَفْ
  وهو من العُيُوبِ قيلَ الظَّاهِرَه ... إذا جَفَتْ أرسَاغُهُ حوَافِرَه
  ودونه التَّوجِيهُ في المقَالِ ... وهو قرِيبُ الوَصفِ من ذي الحَال
  والفَدَعُ المشهُورُ من مَخْشِيِّهِ ... أن يلتَوِي الرُّسغُ إلى وَحشِيِّه
  والهَدَسُ الغَايَةُ من مَذْمُومِه ... وهو اصطِكَاكُ رُسغِهِ من لُومِه
  ودون ذاكَ قال ذو العلم الحَنَفْ ... يُمِيزُهُ مِمَّا ذَكَرْنَا مَن عَرَفْ
  وهو التوَاءٌ عندَهُم فِي الحَافِرْ ... مع استِوَاءِ الرُّسغِ والدَّوَائِرْ(١)
  وقَعَسٌ وهو اطمِنَانُ الصُّلْبِ ... ليس يُجْلِّي غَمَرَاتِ الكَرْب
  وثَجَلٌ وهو خُرُوجُ الخَاصِرَه ... من دِقَّةِ الصِفَاقِ ذَاتِ الدَّائِرَه
  وفَرَقٌ منه يُقَالُ أَفرَقُ ... إشرَافُ إحدى وَرِكَيهِ يَسبِقُ
  وعَضَلٌ يَخْتَصُّ بالعَسِيبِ ... وهو التواءٌ كَشِمَاذِ الذِّيبِ(٢)
(١) إلى هنا السقط الحاصل في الأصلية، وما بعده موجود.
(٢) أي عقد ذنبه.