الكلام في قيامه وصفته قائما
  لكنَّهُ تفعلُهُ بالعَادَه ... كمثلِ ما تَفعَلُ بالإرَادَه
  يَمِيلُ فِي كَاذَتِهِ سَبِيبَه ... كأنَّهُ مُبَاينٌ عَسِيبَه
  والإرتِهَاشُ من مَميلِ حَافِرِه ... وضَعفِ ما وُسِّرَ من أَوَاسِرِه(١)
  فرُبَّمَا صَكَّ به العُجَايَه ... فَدَمِيَتْ قَبْلَ بُلُوغِ الغَايَه
  وذَاكَ فِي القَائِمَةِ المرهُوشَه ... كأنَّهَا من ضَربَةٍ مَنهُوشَه
  ثُمَّ الخِفَاقُ فِي الإنَاثِ مُشتَهِرْ ... وبَحَرٌ يَعُمُّ الاُنثَى والذَّكَرْ
  فالخاقُ في الأنثى خصوصاً فاعلَمِ ... وهو لضعفِ حَادِثٍ في الرَّحم
  رخَاوَةٌ في الخِلْقَةِ المعرُوَفه ... وهي بذاك عندهم موصوفه
  والبَّحرُ من ذَاكَ مَعيبٌ فِي الذَّكَرْ ... وهو لَعمرِي في إناثها أَشَرّْ
  وإن تَكُن من غِلَظٍ فَهو أَخَفّْ ... كَمَا حكى عسره فيما وَصَفْ
  ونَمْلَةٌ وهي تَشُقُّ الحَافِرْ ... يَضلُعُ منهَا الأعوَجِيُّ الضَّامِرْ
  ورَهْصَةٌ وذَاكَ من ضَربِ الحَصَا ... ودونه فيما عَلِمَناَهُ الوَجَا
  وليس بالعيبِ ولَكنْ عِلَّه ... مِمَّا ذَكَرنَا لك بالأدِلَّه
  ثُمَّ الحَفَا وهو أَشَدُّ مِنهُمَا ... إن كان في جوادِهِ مُستَحكِمَا
  وذاك عَيبٌ وهو ضُعفُ حَافِرِه ... كَأنَّمَا يَمشِي على أشَاعِرِه
  وكلما سارَ رَقِيقَاتِ الطُّرُقْ ... فذلك الصَّائِنُ فيما قد نَطَقْ
الكلام في قيامه وصفته قائمَاً
  فقال: قد جَوَّدْت في صِفَاتِهَا ... ومِزْتَ ما أَشكَلَ من حِلاَتِهَا
  فقل لنا ما قيل فِي قِيَامِهَا ... إن كنت تَروِي العلم عن إِمَامِهَا
  قال فقالوا قد يقالُ صَائِمْ ... إن استوى الطِّرْفُ علَى القَوَائِمْ
  وصافِنٌ على الثَّلاَثِ مَائِلْ ... وحَافِرٌ منقلبٌ كَالرَّاكِلْ
  وإن تكن صُفُونُهُ من جَانِبْ ... فذلك التَّخْنِيمُ فِي الشَّوَارِبْ
  وإنْ ينقِّلْهَا فقل مُرَاوِحَه ... وإن تكُن من علَّةٍ فقَادِحَه
(١) أي عصبه.