الكلام في أحواله في القيام
  ومُحضِرَاً أو سَاعَهَ التَّقرِيبْ ... ينكشفُ الرَّيبُ عن المُرِيبْ
  لأَنَّهُ إذَا بَدَا اضْطِرَابُه ... تَغَيَّرَتْ عن حالِهَا آرَابُه
  ورُبَّمَا غَرَّك وهو صائِمْ ... والعيبُ لَا تَكتُمُهُ القَوَائِمْ
  فإنْ يَتِمُّ في المَرَاحِ والحَضرْ ... فذلك الفائق فافهم ما ذُكِرْ
  قال فما يُحمَدُ فيها قَائِمُه ... أبِنْ لنَا من العيوب اللازِمَه
  فقالَ كُثْرُ رِيقِهِ وهَرَتِه ... والرَّحبُ فِي منخِرِه ِوسَعَتِه
  وشدة الأذنِ وأبعَادُ البَصَرْ ... كأنَّمَا عَينَيهِ شُقَّا من أَخِرْ
  وبُعْدُ ما عاينتَ بين العينَينْ ... وبُعدُ ذَاكَ وانتصابُ الأذنَينْ
  وبُعْدُ عَينَيهِ مِنَ اللَّهَازِمِ ... ودِقَّةُ المَذبَحِ والغَلاَصِم
  والبُعدُ بين حَارِكٍ ونَاصِيَه ... وحِدَّةُ الحَارِكِ منهُ القَاصِيَه
  كَأنَّهُ مُرَكَّبٌ فِي ظَهرِه ... مستأخِرٌ مع عُرْضِ حَذْمِ حَدْرِه
  والبعد بين مَنكِبَيهِ يُستَحَبّْ ... والفَرقُ بَينَ رُكبَتَيهِ والرُّجَبْ
  والبُعْدُ بينَ مَنكِبٍ وثَفَنَه ... وحِدَّةُ العُرقُوبِ قَالُوا أَحسَنَه
  ويُستَحَبُّ أن تَكُونَ الحَجَبَه ... مُشرِفَةٌ كَأنْ تَؤمَّ الرَّقَبَه
  والبُعْدُ مَا بَينَهُمَا مَحمُودُ ... لَه رُسومٌ ولَهُ حُدُودُ
  وأن يَكُونَ فِيهِمَا انعِطَافُ ... والبَطْنُ مَحمُودٌ به الإخطَافُ
  وأن يَكُونَ رِسغُ ذاك مُكْرَبْ ... ظَافِي الفُصُوصِ لَا يُكادُ يُلغَبْ
  ويُستَحَبُّ عِظَمُ الحوَاَفِرْ ... مع انتصابٍ في المقَالِ الظَّاهِرْ
  وأن يكُون سَلَطَ السَّناَبِكْ ... يدعُونَه جَنْدَلةُ المَعَارِكْ
  وقد حَمِدْنَا رِقَّةَ الجحَافِلِ ... ورِقَّة الأذنين غبرَ البَاطِل
  وقد حَكَى العالِمُ رِقَّ الأرنَبَه ... ورِقَّةَ الجُفُونِ فاعرِفْ مَذهَبَه
  وقد أرادوا دِقَّةَ الأشاعِرْ ... وشَعَرَ الرُّكبَةِ نَعتٌ ظَاهِرْ
الكلام في أحواله في القيام
  قَالَ فَمَا دَلِيلُهُ فِي عُتْقِه ... إذ قَدْ مَضَى في خَلقِهِ وخُلُقِه
  فقالَ: أن يسموَ بِمتنٍ مُطَّرِدْ ... وعُنُقٍ من غير ضَعْفٍ يَرتَعِدْ