واشتدت شوكته، وعلت كلمته، وفيه يحرض القبائل والناس على نصرته، ويدعوهم إلى الإنضواء تحت ظل رايته، ويخبرهم بما سيلقون من العدل والإنصاف إن أجابوا، أو عكس ذلك إن أبوا ورفضوا وخالفوا.

  وللإمام # أسلوبه الخاص، وطريقته الخاصة في مطالع القصائد، وكيفية سلسلة أبياتها حتى يصل إلى المقصود الأعظم والأمر المهم من قصيدته، والداعي له إلى إنشائها.

  فتارة يبتدئ قصائده بتصدير ذكر المناطق التي عاش فيها، ونشأ وترعرع فوق تربتها، وذكر أيام العيش فيها، وكيف كان، ويشير إلى رفقائه وأترابه وأقرانه الذين عاشوا معه.

  ثم يثني بذكر تلك الألعاب التي يتداولونها بينهم، وأنها لم تكن ألعاباً في تضييع الوقت وسلوك الطريقة المنافية للأخلاق الدينية، أو المتابعة للمعشوقات والمحبوبات، والمطاردة خلف المحبوب، وأن الألعاب كانت مخصوصة بملاعبة الخيول بالتعلم على ظهورها كيفية مقارعة الأبطال، ومصاولة الفرسان، ويذكر أن تلك الألعاب كانت ملاعبة بأطراف الرماح، وترييش السهام على ظهور الخيول التي تدربت وتعلمت الركض في الحروب، والخوض بين الصفوف.

  ولا تكاد تخلو قصيدة من قصائده الشعرية من ذكر مناطق الجوف أو الحجاز، مما يدل على شغفه ومحبته للجوف التي هي مقر نشأته، ومبدء دعوته، وأماكن تواجد أهله وأحبته، وأما الحجاز فلكونها مساكن ومناطق تواجد الحسنيين والحسينين.

  ويذكر # الخيول وأسمائها، والإبل وصفاتها، ويذكر ركابها وصفاتهم، وتختلف تشبيهاته # للخيول وركابها من تشبيه لآخر وصفة لآخرى، كما ستعرف ذلك عند الإطلاع على مضمون هذا الديوان.

  ثم يذكر الجنود والرايات والجيوش فتارة يشبهها بالجبال، وأخرى بالسحاب المتراكم، وثالثة بالكراديس العظيمة، وغير ذلك، يتخلل بين ذلك الألفاظ العربية الفصحاء، والكلمات التي يشبه أن تكون غريبة على من لا معرفة له بكلام العرب، والتي لا يدرى أحياناً ما لفظها فضلاً عن الخوض في معرفة معناها.

  وتارة يبتدؤها بالإعراض عن تلك المناطق ويطالب بذكر ما هو أهم منها، من ذكر الخيل حال قدومها حاملة للأبطال على ظهورها، أو مناطحة السيوف، ومخالطة الرماح، ومراشقة السهام، وغير ذلك.

  وتارة يبتدؤها بذكر غزل خفيف عفيف، على حسب مقتضى الحال.

  ثم يذكر # المقصود من قصيدته، والأمر الذي لأجله قال مقطوعته من ذكر معركة، أو انتصار على عدو، أو ثناء على قائد من قواده أو قبيلة من القبائل المجاهدة معه، أو ذم الخاذلين له، أو تههيج القبائل اليمنية التي اتصفت بالتشيع والمحبة والتضحية مع أهل البيت $ في القيام بنصرته، والمسارعة إلى