الكلام في الصفات المذمومة
  فقال أبغيك مَزِيدَ عِلمِ ... في الذَّمِّ بالأسمَاء فَجُدْ بِالحِلْم
  فقالَ قد ذَمَّ ذَوُو العلم الوَقَصْ ... وهَنَعٌ والكُلُّ بالعنقِ يُخَصّْ(١)
  وفيه عَيبٌ مثل ما قالوا الدَّنَنْ ... وهو من الو صف القبيح لا ا لحَسَن(٢)
  وغِلَظُ الأذنَينِ ذَمٌّ والخَذَا ... والخنسُ المكرُوهُ فاحفَظْ كُلَّ ذَا(٣)
  والفَطَسُ المذمُومُ فِيهَا والقَنَا ... لا يَتَنَائ طرفُه من القَنَا(٤)
  والعُرضُ فِي المَذبَحِ عَيبٌ ظَاهِرُ ... وغِلَظُ المَارِنِ والمَنِاخِر
  وذَمَّ أهلُ علمِهَا قُصرَ الكَتِفْ ... نعم وطولُ العَضُدِ فافهم ما أَصِفْ
  وقد أتَى فِي قَولِهم ذَمُّ الصَّكَك ... فافهم ولا تَخشَ بِمَا قلتُ الدَّرَكْ
  ولو أردتُ سردَهُ سردَتُه ... لكنني لطولِه استبعدتُه
  وليس في تكرارِه فَوَايدُ ... والقصدُ ما تأتِي به الفَوَايدُ
  فقالَ قد مَيَّزْتَ بَينَ الجِنسَينْ ... إنِ استبدَّ الطِّرفُ إحدَى الوَصفَينْ
  فمَيِّزِ الوَصفَ هُدِيتَ المُختَلِطْ ... إذ حَمدُ ذَاكَ بالمذَامِّ يَشتَمِطْ
  فقال آتيك بما تَيَسَّرَا ... من ذاكَ جُنِّبْتَ السَّبيلَ الأوعَرَا
  ما غلُظت يدَاهُ مع قُصرِ العُنُقْ ... وكَمُلَ البَاقِي بِخَلقٍ وخُلُقْ
  فهو صَبُورٌ لَيسَ بالذَّرِيعِ ... يَدْأبُ فِي فِجَاجِهَا والرِّيع
  وضِدُّهُ مَا طَالَ منه عُنُقُه ... ثُمَّ ذِرَاعَاهُ وبَانَ عِتقُه
  بِعظمِ فَخذَيهِ مَعَاً وَلِينِه ... والذَّمُّ فَي الآخِرِ مِنْ فُنُونِه
  فهو ذَرِيعٌ مَالَهُ من صَبْرِ ... فَادْرِ فبعضُ أهلِها لا يَدْرِي
  يَبْرُدُ في الحَلْبَةِ عن قَلِيلِ ... ورُبَّمَا يَعتَلُّ قَبْلَ المِيل
  وكُلَّمَا لَمْ يُعْطَ إحدَى الوَصفَينْ ... فهو كما قالوا من أسبابِ الحَينْ
  لا صَبرَ فِي ذَاكَ وَلَا ذَرَاعَه ... للإنتِهَا فِي القُبحِ والشَّنَاعَه
(١) الوقص: انخفاض العنق من الحارك إلى الهامة.
(٢) الدنن يختص بالرأس وهو: أن يكون منخفضاً وإن جذبه فارسه وأراد رفعه لم يمكنه ذلك.
(٣) الخنس يختص بالأنف: وهو أن تستوي قصبة الأنف ثم ينخفض فيها قدر الأصبع أو الأصبعين.
(٤) الفطس: انخفاض الأنف كلها. والقنا أحد منخريها.