ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الكلام فيما يختلف فيه الذكر والانثى

صفحة 524 - الجزء 1

  وهِضَمُ الأهضَمِ ما لَا يُغتَفَرْ ... إن رَحُبَ الإهابُ خُذْ مِنْ ذَا وذَرْ

  ومثلُه ما قصُرت ذراعُه ... ومَثُلَت محكمةً أرساغُه

  ورُبَّما يُغفَرُ قُصْرُ عُنُقِه ... لِعَرضِهِ ولِينِهِ وعُتُقِه

  وخَشِبَ العُضدُ وطالَتْ عَصَبُه ... وصح فِي حَوشَبِهِ مُرَكَّبُه

  فرُبَّمَا جادَ مع الجيادِ ... وذَاكَ فِي سوابِق الأفراد

  وقِصَرُ القُصرةِ مِمَّا يُغتَفَرْ ... إن كان فيما فوقها يجلو النظرْ

  من عُرضِ ساقٍ ثُمَّ عُرضِ فَخذِ ... وطولُهَا من غير نَعتٍ فَذّ

  ومن عيوبه التي لا تُغتَفَرْ ... فهو انقطَاعُ حَقوِهِ فيمَا ظَهَرْ

  فإن يكن مَعِيبُهُ ظِهرِيَّا ... وكان لَحمُ ظهره سِرِّيَّا

  وقَصُرَ الظهر ورانت فِقَرُه ... وعَرُضت جِدَّاً وزَانَ نَظرُه

  وشَمَّرَ الصُّلبُ لِعُظمِ عَجِزِه ... وشخُصَت قَطَاتُهُ فِي مَركِزِه

  فما بقي في حقوه قد يُغتَفَر ... إن كان لا يعظم قُبحَاً فَي النَّظَرْ

  وهو إذا ما عَظُمَتْ فُصُوصُه ... وشَخَصَت بَارِزَةً خُصُوصُه

  وهو إذا سَبَرْتَهَا مُستَرخِيَه ... تنظُرُها إن جَالَ عند الأخبِيَه

  فذاك لا يلبث حتَى يُخْطَمْ ... أو يتَصَدَّعْ حافِرَاهُ بالدَّمْ

  أو يتَكَبَّبْ من مرَارَةِ الحَفَا ... أو يظهر المخوفُ منه بالشَّظَا

  فاعلم بأن مثل ذَا لا يُغتَفَرْ ... والعينُ لا تَظلِمُ في حُكمِ النَّظَرْ

  وضُعفُ نَفَسِ الطِّرفِ مَا لا يُغتَفَرْ ... ولا انكتام الرَّبْوِ جُنِّبتَ البَطَرْ

  وقد أخذنا وتركنا الأكثَرَا ... ولم نُحِطْ بوَصفِهَا كَمَا تَرَى

الكلام فيما يختلف فيه الذكر والانثى

  فقالَ قَدْ شَفَيتَنِي مِنَ الحَرَرْ ... فاذكُرْ بِمَا تُخَالِفُ الأنثىَ الذَّكَرْ⁣(⁣١)

  فقال قَلَّ فاعلمَنْ ما تَختَلِفْ ... إلا القليلَ فاستمِعْ لِمَا أَصِفْ

  فكُلَّما كان بأنثى يُستَحَبّْ ... فذاك في الذُّكرَانِ وَصفٌ منتخَبْ


(١) الحرر: شدة العطش.