ذكر الإضمار
  وإنَّمَا إضمَارُهُنَّ يَختَلِفْ ... لِمُقتَضَى الحَالِ كما قِدْماً وُصِفْ
  فَبَعضُهُنَّ زَاهِقٌ من السِّمَنْ ... وبعضُها مُستَلحِمٌ مثلُ المَسَنّْ
  وبعضُهَا مُنَحَّلٌ مَهزُولُ ... كأنَّهُ السيفُ بهِ فُلُولُ
  وبَعضُهُنَّ عندَهُمْ صَلُودُ ... كالغيمِ لا يَهمِي ولا يَجُودُ
  وبعضهنَّ عند ذاك هَشُّ ... كالغيم جادَ وَبلُهُ والطَّشُّ
  وبعضُهُنَّ بينِ ذَينِ الحَالَينْ ... فِي مقتضى الحِسِّ وفِي رَأيِ العَينْ
  وأصلُ هذَا كُلُّهُ بالبَصَرِ ... فلا تَقُلْ ذَاكَ بغيرِ خَبَر
  وأعرفُ النَّاسِ بِطِرفٍ رَاكِبُهُ ... إذ هو فِي حَالاَتِهِ مُصَاحِبُه
  فالشَّحمُ لَا يُذيبُهُ إلا العَرَقْ ... بِحَرَكَاتٍ دَائِمَاتٍ وحَرَقْ
  مُضَاعَفَاتٍ فَوقَهَا بَرَاقِعُ ... والرَّكْضُ فِي البُردَينِ دَأبَاً وَاقِعُ
  بالجريِ تَهوِينَاً بغيرِ عُنفِ ... مُسَكَّنَاً كالطَّايِرِ المُسِفّ
  فإن تراه باسِطَاً سَمِينَا ... مُمَحَّصَاً مُستَحكِمَاً مَتينَا
  فأعصِرْهُ ما شئتَ من اعتِصَارِ ... مِن غيرِ إتعَابٍ ولا إكثَار
  وإن يَكُن كَسلاَنَ أو عَلِيلاَ ... فَقُدُهُ قَودَاً دَائمَاً تَرسِيلاَ
  وإن يَكُن من الهُزَالِ وَاهِنَا ... فاترُكهُ حَتَى يَتَمَلَّى بادِنَا
  وإن يكُن مستلحِمَاً فنَدِّهْ ... بالرُّطبِ وارفَع عنه جَهدَ كَدِّهْ
  وكلُّ ذاك أربعينَ يَومَا ... حتى تراه قد أطال النَّومَا
  ثُمَّ اغذِهِ بِمُخلِسِ الشَّعِيرِ ... ثُمَّ اسقِهِ رَيَّاً بلا تغمِير
  فإن مَلَا آرَابَه فضَمِّرْ ... وخَفِّفِ البُدنَ به وشَمِّرْ
  وإن يكُن مُنتَهِيَاً فِي سِمَنِه ... فاعلِفهُ أسبُوعينِ فِي مُستَوطَنِه
  ولا تُزِدْهُ بَعْدَ ذَاكَ يَومَا ... فإن بدا عيبٌ فلُمنِي لَومَا
  واطرَحْ لَه الحشيشَ فوقَ الأرضِ ... ولا تُنَدِّي جِسمَهُ بالبَرضِ(١)
  وجَفِّفِ الأرضَ لَه وحولَه ... دأبَاً وأذهَبْ رَوثَه وبَولَه
(١) البرض: الحشيش أول ما نبت رطباً، وهو البارض، والبرض: الماء القليل.