ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[227] وقال # هذه الأرجوزة وضمنها صفات الخيل: [أرجوزة]

صفحة 527 - الجزء 1

  واعلفهُ قَتَّاً يَابِسَاً نَثِيرَا ... وما استطاعَ أكلَه شَعِيرَا⁣(⁣١)

  واحذر عليهَ من مُصَاصَةِ الحُمُرْ ... فإنه يُوهِي مُسِنَّاتِ البَقَر

  والخيل أجنَاسٌ زَهِيدٌ ورَغِيبْ ... وواسطٌ بينهما وهو الحَبِيبْ⁣(⁣٢)

  ثم اسقه رَيّاً بُعَيدَ العَتَمَه ... وغَشِّهِ الأجِلَّةَ المُرَدَّمَه

  وقُدْهُ أيامَاً وأحسِنْ قَودَه ... وعُدْ له فِي كُلِّ يومٍ عَودَه

  ثم احْمِلِ الشَّهَمَ الجَنَانَ ذَا اللَّبَقْ ... علِيهِ فِي تَقرِيبهِ وفِي العُنُقْ

  ولا تُمطْ جِلاَلَه وبُرقُعَه ... وارفعَ بِهِ هَونَاً وقَوِّمْ أَضلُعَه

  حَتَى إذا ما نَدِيت أرفَاغُه ... وسال ما يقدمُه دِمَاغُه

  رَدَدتُهُ مُهَوِّنَاً عَلَيهِ ... فَخافهِ الضُّرَّ على يَدَيه

  وظَاهِرِ الجِلاَلَ والبَرَاقِعَا ... فقد وجدنَاه لُهُنَّ نَافِعَا

  واحنذه واحذَرْ أن تُغطِي وَجهَه ... فإنَّ ذاك بالصوابِ أَشبَه

  فَسِتْرُ وَجهِ الطِّرْفِ منهَا مَنهَرَه ... يَعرِفُ ذَاكَ العارِفُونَ المَهَرَه

  ثم اعتَصِرْ من مَائِهِ بِرفْقِ ... ووَقِّ إن أَمكَنَكَ التَّوقِي

  فإن رَأيتَ سَاكِنَاً أحشاؤُه ... قد سَكَنت من بَهرِه أرجَاؤُه

  فغَطِّ حُرَّ وَجهِهِ قَلِيلَا ... واسلُك إلَى تَعرِيفِهِ سَبِيلاَ

  حتَى يَجِيشَ منخرَاهُ بالنَّفَسْ ... فذاكَ ماؤه يَحكِي الجَرَسْ

  واكشفْ قِنَاعَ وَجهِهِ سَرِيعَا ... فإن اطلت لم تُصِبْ صَنِيعَا

  حتى إذا ما سكنت أنفَاسُه ... وخَفَّ واستَخَفَّهُ وَسوَاسُه

  فحَلِّلِ الأجلاَلَ والبَرَاقِعَا ... حَلاً فَحَلاً ثَالِثَاً ورَابِعَا

  وامسحه مَسحَاً حَسَنَاً رَقِيقَا ... إن كنت طَبَّاً وَبِهِ شَفِيقَا

  ثُمَّتْ مَعِّكهُ بِدَمثٍ لَيِّنِ ... فإنَّ ذَاكَ قُوةِ للعَين

  ثُمَّ اسقِهِ وأعطِهِ قَضِيمَه ... مُنَظَّفَاً لَيسَ بِهِ مُضِيمَه

  مُغَسَّلاً فإن يكن مشرُوفَا ... فقد أجدتَ الصُّنَعَ والتنظِيفَا


(١) القت: القضب.

(٢) الزهيد في الخيل: قليل الطعم. الرغيب: الأكول الواسع الأكل، وفرس رغيب بعيد الشهوة.