ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[227] وقال # هذه الأرجوزة وضمنها صفات الخيل: [أرجوزة]

صفحة 528 - الجزء 1

  وعند أن يأتِي على قَضِيمِه ... فاحسُسهُ إنَّ الحسَّ من تَكرِيمِه

  واردُدْ عليه جِلَّهُ وبُرقُعَه ... ثلاثةً مُضَافَةً أو أربَعَه

  وأدنِ منه العَلَفَ المقطُوعَا ... وانفضهُ نَفضَاً حَسَنَاً سَرِيعَا

  وادنِهِ إذ ذاكَ شَيئَاً شَيَّا ... لكي تُصِيبَ منه ما تَهَيَّا

  لأنَّ أنفاسَ الجيادِ تُفسِدُه ... لولا حذارُ بُؤسِهِ لم تَحسُدُه

  فإن تَكُن تَخشى به القَسَاوَه ... فادقُقهُ بالقَصْرَةِ والهِرَاوَه

  واعلِفهُ بين عَصْرِهِ والعَتَمَه ... أشهَى الذَي وجدتَهُ وأَكرَمَه

  وزِنْهُ فالميزانُ عدلٌ ظَاهِرُ ... مَنَّ بِهِ اللهُ العزيزُ القَاهِرُ

  لتَعلَمَ النُّقصَانَ من زِيَادَتِه ... وما به يُدِرِكُ من إرادَتِه

  ثُمَّ ارفعِ القَتَّ وحُطِّ الأَجلاَلْ ... واحذر بِمَا بَيَّنتَ منه الإحلاَلْ

  وأرجِهِ بِحَالِهِ إلى السَّحَرْ ... وقُمْ إليه وهو كالحبلِ المُمَرّْ

  فحُسَّهُ فِي وقت ذَاكَ حُسَّه ... وأردِفْ الحبْلَ ولَيِّنْ مَسَّهْ

  وقُدْهُ واصفِر أو يَدرَّ بَولُه ... واجعله عادَاً يستمِرُّ قَولُه

  فإن تَكُن تلك العذاةُ بارِدَه ... فدعه حتى تنطقَ الهَدَاهِدَه

  وطوِّلِ الرَّكضَ به وأمعِنْ ... بِكُلِّ فَنٍّ فِي الحِرَاكِ يَحْسُنْ

  فإن غَمَزتَ غمزةً أو ثِنتَينْ ... فاجعله في ميلٍ لَهَا أو مِيلَينْ

  حتَى إذا جَاشَ وفَاضَ عرَقُه ... فاردُدهُ رَدَّاً رافقاً لا يُعرِقُه

  وإن تكُن غذَاتهُ سَخِينَه ... فاجعل مُغَادَاةَ الغُرَابِ دِينَه

  وافعل به كمثل ما ذكرتُه ... إن كنتَ في يوم يُخَافُ حَمتُه

  فإن رأيتَ ملَلاً أحْمَيتَه ... وإنْ تيقَّنتَ نشاطاً زِدْتَه

  وأصل هذا كُلُّهَ الفِرَاسَه ... وقد ذكرنا لَكُمُ أَسَاسَه

  وإن رأيتَ زَهَمَاً سَمِينَا ... فاغمزه شَوطَاً بالغَاً بطَينَا

  عشرَ غُلاً أو دُونَ ذَاكَ شّيَّا ... واطوِ بِهِ على الجيادِ طَيَّا

  حتَى إذا ذَابَ لذاكَ شحمُه ... ماءً ولَمَّا يبقَ إلا لَحمُه

  فعندَ ذَاكَ يستحبُّ الإجْمَامْ ... والقودُ فافهمهُ فهذَا إلْهَامْ