صفة المستلحم
  ومنتهى العلمِ بإتقانِ العَمَلْ ... أن تَعتَلِي غايتَه على مَهَل
  بِنَفَسٍ جَارٍ وجسمٍ سَاكِنْ ... والماءُ لَمَّا يَجرِ في المغَابِنْ
  فعندَ ذَاكَ قَدْ تَنَاهَى ضَمْرُه ... وتَمَّ بالله العظيم أمرُه
صفات الهش والصلود والمستلحم
  فقالَ قدْ نَعَتَّ أمرَاً مُبهَمَا ... الهَشَّ والصَّلودَ والمستَلحِمَا
  جميعها في الوصف حتى أشكلا ... فافرُقْ لنا الأوصافَ جُنِّبْتَ البَلاَ
  فَهَاكَ آتيكَ بِهَا مُبَرهَنَه ... قد مِزْتَ ذَاكَ بالنُّعُوتِ الحَسَنَه
صفة الصلود
  أما الصَّلُودُ فهو أعنَاهَا عَمَلْ ... فادْنُ لِمَا أحكيه جُنِّبْتَ الزَّلَلْ
  ظاهرْ عليهِ اللُّحفَ والجَلاَلَا ... وأبعدِ المَحارَ والمحَالَا
  بالرِّفقِ إنَّ الشَّدَّ مِمَّا يُكبِتُه ... ويَستَسِرُّ رَبوَهُ ويُنعتُه
  حتَى إذا فَاضَ وجَاشَ عَرَقُهُ ... فاجلِبْهُ ماشئتَ ولَا تُنَزِّقُه
  حتَى إذا اقوَّرَّ وصَارَ مُدمَجَا ... مُنطَوِيَ الأحشاءِ يَحكِي الدِّمْلِجَا(١)
  قد ظهرَتْ فِي فَخذِهِ غُرُورُه ... وبانَ من نشاطهِ سرُورُه
  فقد تناهَى جودُه فأرسِلْ ... واستجمِلِ اللهَ الكرِيمَ المُجمِلْ
  وإن يكُن في غاية اليُبُوسَه ... كان يزيدُ حنذهُ الحُمُوسَه
  فاعلِفهُ رَطبَاً مع ضَغْثٍ هَندَبَا ... ثم اسقِهِ قبلَ العِشَا مَا شَرِبَا
  ماءً وقد سِيطَنْ بِهِ خَمِيرَه ... فذاك للجيادِ كالمَضِيرَه(٢)
  واجعَلْهُ فِي بَيتٍ شَدِيدِ الحَرِّ ... واعمل بِمَا قُلتُ ولَا تُوَرِّي
صفة المستلحم
  قال فهاتِ صِفَةَ المُستَلْحِمِ ... إن كُنتَ طَبَّاً بالجِيَادِ فارسُم
  فَقَالَ قَدْ سُمْتَ وزِدْتَ السَّومَا ... حَرِّكْهُ يَومَاً واستَجِمَّ يَومَا
(١) الإقورار: الضمر، والحموسة، واليبوسة.
(٢) المضيرة: لحم يطبخ باللبن الماضر وهو الحامض.