صفة الهش
  وخُذهُ بالتَّقْرِيبِ يَومَاً والعُتَقْ ... حَتَى يَجِيشَ مِنهُ هَطَّالُ العَرَقْ
  حَتَى إذا يُسِّرَ لِلمِضْمَارِ ... وصَارَ طَلْقَاً كالرَّبِيعِ الجَارِي
  فَاحفَظْ مِنْ الدُّهْمَةِ والهُزَالِ ... فالطِّرْفُ لا يَجرِي عَلَى ذِي الحَال
صفة الهَشِّ
  قَالَ فَبَيِّنْ لِي صِفَاتِ الهَشِّ ... فالدِّينُ لا تَمخَضُهُ بِالغَشّ
  فقالَ آتِيكَ بِذَاكَ جُملَه ... فَخُذْهُ مِنِّي واتَّخِذْهُ قِبْلَه
  إيَّاكَ أن تَزِيدَهُ على العَتَقْ ... ولا تُحَرِّكْهُ بِشِدٍّ ونَزَقْ
  وإن تُحَلِّلْهُ فبالتَخفِيفِ ... وارْفَقْ بهِ فِي الجَريِ والتَّصرِيف
  واعصِرْهُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ عَصْرَه ... بِشِدَّةٍ يُبدِي لَدَيكَ خُبْرَه
  فإنْ رأيتَ الطِّرفَ طابت نَفْسُه ... واشتَدَّ فِي هَشمِ اليَبِيسِ ضِرْسُه
  فذَاكَ قد يُسِّرَ للمِضمَارِ ... ثم انطوَى كالمَسَدِ المُغَارِي
  ثُمَّت جَرِّدْهُ من الجَلاَلِ ... وأجرِهِ الغَايَةَ كالمُغَالِي
  فإنْ أتاكَ مُريداً يَحتَسِكْ ... منخرُهُ يَسُدُّه إذا ابتَرَكْ(١)
  وإن أتاها كَائِيَاً فَدَاوِه ... بالرِّفقِ والتُّودَةِ لاتُقاوِه
وصيَّة الفرسان
  قال فما تُوصَى بِهَا الفُرسَانُ ... حِينَ تَفِيضُ رؤسهَا الغلمَانُ
  قال لكل فَرسٍ وَصِيَّه ... معلُومَةٌ مَخْبُورَةٌ مَرضِيَّه
  فإن تساوَى جَريُهُ في الأَمَدِ ... فخَلِّهِ فِي الأربعِينَ والْبَد
  فاردُدْ عليهِ نَفْسَهُ عشرِينَا ... حتَى يُرَى فِي ذَاكَ مُستَكِينَا
  وخَلِّهِ فِي آخِرِ المضمَارِ ... جَريَاً يَفُضُّ صَلِبَ الحجِار
  فإن رأيتَ النَّاسَ فاضربْ جَنْبَه ... وصُبَّهُ على الجُمُوعِ صَبَّه
  وإن يكن لِجَريه خزَّانا ... فاضربه حتى يَلَهَبَ الميدَانَا
  وإن تنَاهَى حَضْرُهُ فأمسِكْ ... حتى ترى قصوره فحَرِّكْ
(١) الإحتساك: الإمتلاء. الإبتراك: يقال ابترك الفرس إذا اعتمد في الجري على أحد الشقين.