صفة الهش
  فإن يكن أذرعَ منه في الخَيلْ ... وهو صبورٌ عند غاية الكيلْ
  فخَلِّهِ والعادة المعهودَه ... حتى ترى قصابه المشدودَه
  وإن يكُن فِي غَايَةِ الذَّرَاعَه ... وهو قليل الصبرِ والبَرَاعَه
  فاردُدْ عليه الجَريَ مُستَمِرَّا ... حَتَى ترى الغَارَ الجَفُولَ طُرَّا(١)
  وخَلِّهِ فعندَهَا تُخَلِّي ... إن جدتَ فِي إرسَالِهِ والسَّبْل
  وإن خشيتَ عندَه التقصِيرَا ... فاضرِبهُ فِي العشرِ وكُنْ بَصِيرَا
  وإن يكن ليس لَهُ صبرُ المائه ... فلا تُطَلِّبْ جريَه المُجَلِّيَه(٢)
  وقُلْ لرَاعِي ظَهرِهِ يُشَدِّدُه ... ولا يُخَاطِبهُ ولا يُرَدِّدُه
  ويَحفَظُ الرأسَ فحفظُ الرَّأسِ ... للجري والفارس كالأسَاس
  فإن تعالَى رَبْوُهُ وجَاشَا ... فخَلِّهِ وحاذِرِ الأفحَاشَا
  وإن مَرَى بِسَاقِهِ فَهَوْنَا ... أو بالقطيع صَانَهُنَّ صَوْنَا
  ولا تقارِبْ وَجهَهُ بالضَّرْبِ ... فذَاكَ يُغشِيهَا فُنَونَ الكَرْبِ(٣)
  وإن يكن يَحْشُدُ بالكِلَّابِ ... صَيَّرَهُ في ظَاهِر الإهَاب
  وحاذِرِ الأرفاغ والمَغَابِنَا ... لكي يكون مُستَمِرَّاً سَاكِنَا
  ولا تكُنْ مُضطَرِبَاً عَلَيهِ ... واحفظْ من الطِّرْفَةِ نَاظِرَيه
  فإن يُصَادِف خَبَرَاً أو جَروَلاَ ... فاسلُلْهُ سَلاً رَافِعَاً إلَى العُلاَ(٤)
  وإن يكن مُحَدَّدَاً مَيدَانُهْ ... فاحفظه حَتَى تستوِي أركَانُه
  واستعمل الرِّيثَ لتلك الأَخْدَادْ ... فإنه أولَى بفعلِ الأجوَادْ(٥)
  ونُصَّهُ عندَ تَنَاهِي وَثبَتِه ... وطُبَّهُ إن كُنتَ من أَطِبَّتِه
(١) الغار: الجمع الكثير.
(٢) ذكر في الشرح أن الأوائل من أهل الخيل كانوا يجعلون ركضها مائة غلوة من خيل الرهان، فيحلونها ويرسلونها في أربعين، وينفسونها في عشرين، ثم يحلونها الأربعين الباقية.
(٣) من هذا البيت سيلق ما وجد من النسخة الأصلية.
(٤) الخبر: الأرض اللينة ويقال لها الخبار. الجرول: المكان الذي فيه الحجارة.
(٥) الريث: الرفق والتأني بالخيل إذا وصلت إلى موضع فيه أخاديد.