[228] قال # يرثي والدته رحمها الله تعالى [وهي من أولاد الإمام محمد بن يحيى بن عبد الله الديباج بن الحسن بن الحسن @، واسمها زينب بنت إبراهيم بن سليمان]: [الطويل/15]
الباب السابع: في المراثي وما يتصل بذلك
  
  الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على محمد وآله
[٢٢٨] قال # يرثي والدته(١) رحمها الله تعالى [وهي من أولاد الإمام محمد بن يحيى بن عبد الله الديباج بن الحسن بن الحسن @، واسمها زينب بنت إبراهيم بن سليمان]: [الطويل/١٥]
  جريحُ أَسَىً جَارَتْ عليهِ الجَرَائِحُ ... فَلَا الصَّبرُ موجودٌ ولا الوَجدُ نَازِحُ
  يُحَاوِلُ تَرْدَادَ الدُّمُوعِ تَعَزِّيَاً ... وهُنَّ كَتَوْكَافِ الشَّعِيبِ سَوَافِحُ(٢)
  أتَانِي كتابٌ فيهِ مَا لَا أُرِيدُهُ ... فضَاقَ بقلبِي فِي الشِّغَافِ الجَوَانِحُ(٣)
  أُصَدِّقُهُ حِينَاً وتأبَاهُ مُهجَتِي ... وأَردَعُهُ عَنْ شَأوِهِ وَهْوَ جَامِحُ(٤)
  أمَهجُورَةٌ لَا عَنْ قِلَى كَانَ هَجرُهَا ... سَقَى جَدَثاً وارَاكِ غَادٍ وَرَائِحُ
  ولا زَالَ رَيحَانٌ ومِسْكٌ وعَنبَرٌ ... على القَبرِ تُذرِيهِ الرِّيَاحُ اللَّوَاقِحُ
  حَلِيفَةُ إيمَانٍ تُتَاجِرُ رَبَّهَا ... ومَنْ تَاجَرَ الرَّحْمَنَ لَا شَكَّ رَابِحُ
  أكَافِلَتِي بِالبِرِّ كيفَ تَركْتِنِي ... وقَلبِيَ مَحزُونٌ وقَلبُكِ فَارِحُ
  نَرُومُ التَّلَاقِي بالأمَانِي تَرَجِيَّاً ... ويُوعِدُنَاهُ الدَّهرُ والدَّهرُ مَازِحُ
  ألَا كُلُّ حَيٍّ مَا خَلَا اللهَ هَالِكٌ ... تُنِيخُ عليهِ بالفَنَاءِ الجَوَايحُ
  وكُلُّ بَنِي حَوَّا فَسوفَ تَزُورُهم ... مُفَجِّعَةٌ تَبيَضُّ منها المَسَائِحُ(٥)
  وللناسِ يَومٌ بِالمَسَاءةِ رَائِحٌ ... ويومٌ بأنَواعِ المَسَرَّةِ سَارِحُ
  فهذَا بِرَغمِ النَّاسِ للشرِّ طَالِحٌ ... وهذَا بِرَغمِ النَّاسِ للخَيرِ صَالِحُ
  وعندِيَ أَنَّ الأمرَ للهِ وحدَهُ ... وأنَّ لَهُ الأيامَ والدهرُ جَانِحُ
  أَعُدُّ التعَازِي والتعازِي كَثِيرَةٌ ... وقَلبِي بِمَا فيه من الوَجْدِ طَافِحُ
(١) والدته ^ هي الشريفة الفاضلة زينب بنت إبراهيم بن سليمان من ولد الإمام محمد بن جعفر بن الإمام يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، الخارج بتاهرت السفلى من أرض المغرب.
(٢) التوكاف: التقطير. الشعيب: السقاء البالي.
(٣) الشغاف: غشاء القلب.
(٤) الردع: المنع. والشأو: السبق. والجامح: المسرع.
(٥) المسائح: الذوائب.