ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[229] وقال # يرثي أخاه الشهيد محمد بن حمزة | [الشهيد بميتك]: [الطويل/18]

صفحة 537 - الجزء 1

[٢٢٩] وقال # يرثي أخاه الشهيد محمد بن حمزة⁣(⁣١) | [الشهيد بميتك]: [الطويل/١٨]

  رُوَيدَكُمَا لَا تَعْذِلَانِي فَإنَّنِي ... نَهضْتُ لِمَا يُرضِي المهيمنَ طَالِبَا

  وَفِي مَا يُرِيدُ الله مَا تَكرَهَانِهِ ... وَمن كَانَ منهُ غَادَرَ النَّاسَ جَانِبَا

  نَصِبْتُ مِنَ الأَحدَاثِ وهي فَضِيلَةٌ ... عَلَيَّ بأن أصبحتُ فِي اللهِ نَاصِبَا

  إلَى كم يَتِيهُ المرءُ في طلبِ البَقَا ... فيركبُ في جَنْبِ الحَيَاةِ مَصَاعِبَا

  ومِيتَتُهُ تَحتَ السيوفِ حَياتُهُ ... إذا كان في دار الكرامةِ رَاغِبَا

  بِنْفسيَ مَنْ بَاعَ المهيمنَ نَفسَهُ ... فأحرزَ مُلكاً دائمَاً ومَوَاهِبَا

  مضَى قُدُمَاً والمُرهفَاتُ تَنُوشُهُ ... لَعَاً لك مَضرُوبَاً ولَا كُنتَ ضَارِبَا

  أغرٌّ كَنَصلِ المشرَفِيِّ تَخَالُهُ ... علَى السَّرْجِ نَجمَاً فِي الدُّجُنَّةِ ثَاقِبَا⁣(⁣٢)

  تَقَدَّمَ نَحوَ الموتِ يَبسُمُ للظُّبَا ... ليَنْصُرَ مَظلُومَاً ويُحرِزَ وَاجِبَا

  تَخَلَّفَ عنه نَاصِرُوهُ ولَمْ يَكُن ... لِيُعهَدَ خَوَّارَ العَزِيمَةِ خَايبَا

  تَخَلَّفَ عنه صَحبُهُ ولَرُبَّمَا ... عَدِمتَ إِلَى حَوضِ المنِيَّةِ صَاحِبَا

  تَجَرَّعَهُ ياحبذَا لَكَ مَشرَبَاً ... وحُيِّيتَ عندَ الله ذَلك شَارِبَا

  مُحَمَّدُ غادرتَ القلوبَ جِرَاحَةً ... وكُلَّ مَسِيلٍ للمدَامِعِ سَاكِبَا

  سيثأرُ فيكَ اللهُ دون عِبَادِهِ ... فقد كُنتَ للرحْمَنِ نفسَكَ وَاهِبَا

  وبِيضٌ كِرَامٌ من سُلَالَةِ هَاشِمٍ ... إذا غَضِبُوا كَانَ المهيمنُ غَاضِبَا

  سَنُنْفِدُ فيكَ الصُفْرَ والبيضَ عُنوَةً ... وجُردَ المذاكي والقَنَا والقَوَاضِبَا

  فَنُدْرِكُ من أَرضِ الضَّلَالَةِ ثَأرَنَا ... ونَتْرُكُ أَرضَ الظالِمِينَ سَبَاسِبَا

  فليتَكَ عَاينتَ المَصَانِعَ والقُرَى ... تركنَا ذَرَاهَا للرِّيَاحِ مَلاَعِبَا


(١) محمد بن حمزة بن سليمان صنو الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة $، وأحد قواده الشجعان، وكان قائد أحد معارك الإمام المنصور بالله # المشهورة، وهي وقعة ميتك، وكانت في أيام الإحتساب بين الإمام وبين إسماعيل بن طغتكين والسلاطين آل حاتم، وكان عدد الجيش فيها من قبل العدو أكثر من أربعة آلاف، وكان محمد بن حمزة فارساً شجاعاً قوي الدين شديد الورع كاملاً فاضلاً، ثبت للعدو ثباتاً، وقاتل قتالاً شديداً حتى أحاطوا به من كل جانب وأثخنوه بالجراحة، ثم قتل شهيداً في المعركة سنة ٥٨٣ هـ، وتفصيل الوقعة في المقدمة لهذا الكتاب، وفي اللألئ المضيئة للشرفي في الجزء الثاني - خ -.

(٢) الدُّجُنَّة كحُزُقَّة: الظلمة.