[132] وقال # وقد أنشدت عدة مراثي للسلطان بشر بن حاتم في ربيع الاول سنة ست وستمائة: [البسيط/17]
  سَنُّوا لَنَا سَلَّ هذا السيفَ لَو ذَهَبتْ ... مِنَّا النفُوسُ جَمَاعَاتٍ وآحادَا
  رضيتُ بالله رَبّاً عَادِلاً حَكَمَاً ... ولو رزَانِيَ أموَالاً وأولاَدَا
  عارِيَّةٌ منهُ إنْ يُمتِعْ بِهَا فَلَهُ ... حَمدٌ وإن يرتَجِع كافَأتُ أسعَادَا
  ما كان عِزَّانُ إلا النارُ مُضرَمَةٌ ... مَنَى لَهَا اللهُ بعد اللَّفحِ إخْمَادَا(١)
  وكان ظِلَّاً لأهلِ الدينِ حيثُ أَوَوا ... مُهَنَّأً لَم يَكُن صِرَّاً وصُرَّادَا(٢)
  وضَيغَمَاً كان لا يُنمِي فَريسَتَهُ ... جَهمَاً يَصيرُ لَه الرِّتيَالُ صُدَّادَا(٣)
  فإن ثَوَى فلنا من بعده خَلفٌ ... وخيرُ ما استخلفَ الأشبالُ آسادَا
  سعدٌ وأسرَتُه القافونَ منهَجَهُ ... سادُوا وسادَ فتى من نَارِهم سَادَا
  ونَجلُ منصورٍ الوافِي ببيعتِهِ ... ولو تزعزت الأحدَاثُ ما انآدَا(٤)
  أما سعيدٌ فلي ظَنٌّ أؤمِّلُهُ ... فيه ورُبَّتَ ظَنِّ قِيدَ فانقَادَا
  وكُلُّ آل حُبَيشٍ مَعشَرٌ أُنُفٌ ... قومٌ غَدَوا لإمامِ الحقِّ أعضَادَا(٥)
  ومِنْ رَبِيعَةَ آسادٌ إذا غَضِبُوا ... يومَاً نَفَوا عن شؤون الأصيدِ الصَّادَا(٦)
  ومن زُبَيدٍ مساعِيرٌ إذا عزَمُوا ... على الهُمَامِ وإن رَامَ اللِّقَا حَادَا(٧)
  يا آلَ مذحِج جَمْعَاً لَا أخُصُّ بِهَا ... كُونُوا على الحَقِّ للرَّحمَنِ أشهادَا
  فأرشِدُوا النَّاسَ إذ صِرتُم لَنَا تَبَعَاً ... فاللهُ يُرشِدُ هَادِي الحقِّ إرشَادَا
[١٣٢] وقال # وقد أنشدت عدة مراثي للسلطان بشر بن حاتم في ربيع الاول سنة ست وستمائة: [البسيط/١٧]
  يا سعدُ أنشدَنَا جَحَّافُ قَافِيَةً ... يَكَادُ مِنْهَا شَوَاةُ الرَّأسِ يَنتَزِعُ
(١) منى: أي قدر.
(٢) الصر والصراد: البرد.
(٣) أنمى الصيد: رماه فأصابه، ثم ذهب عنه فمات. والجهم: الوجه الغليظ المجتمع. والرتيال جمع رتيلاء ورتيل: من الهوام، وهو أنواع شبه الذباب، منها ما هي سوداء رقطاء، ومنها ما هي صفراء زغباء، ولسع جميعها مؤلم مورم، والصُدَّاد كرمان: طير ضعيف.
(٤) أي ما مال وما عدل.
(٥) حبيش: مديرية في الشمال الغربي من إب بمسافة ٤٢ كم تقريباً، وآل حبيش نسبوا إليها لسكنهم بها، وهم من مذحج.
(٦) الصاد: أي اللوم والعار.
(٧) زُبيد: قبيلة من بلاد عنس غربي مدينة ذمار، تنحدر من قبائل مذحج. والهمام كغراب: الملك العظيم الهمة، والسيد الشجاع السخي.