[233] وقال # لما بلغه موت الشريف محمد بن مفضل بن حجاج لثمان بقين من صفر سنة ستمائة: [الطويل/33]
[٢٣٣] وقال # لما بلغه موت الشريف محمد بن مفضل بن حجاج(١) لثمان بقين من صفر سنة ستمائة: [الطويل/٣٣]
  أقولُ وأيَّامُ الحِيَاةِ قَلِيلُ ... وقد غَالَتِ الأحبَابَ بَعدِيَ غُولُ(٢)
  ألا كُلُّ حَيٍّ - ما خَلَا اللهُ - هَالِكٌ ... فليس إلى نيلِ الخُلودِ سَبِيلُ
  نَظِلُّ ونُمسِي والحِمَامُ كَأَنَّهُ ... علينا بِإتلَافِ النفوس كَفِيلُ
  فلا تَجزَعَا فَكُلُّ حَيٍّ فَمَيِّتٌ ... وللشَّمْسِ من بعد الطُّلُوعِ أُفُولُ
  لعمرِي لئن ماتَ العفِيفُ مُحَمَّدٌ ... لَرِزْأٌ فَصَبْرٌ مَا عَلِمتُ جَلِيلُ(٣)
  فَتَى مِنْ بَنِي بنتِ النَّبِي مُحَمَّدٍ ... أغرٌّ كَنَصْلِ السيفِ وهو صَقِيلُ
  سقَى جَدَثَاً وَارَى سَوَادَ مُحَمَّدٍ ... أجَشٌّ هَزِيمُ الجَانِبَينِ هَطُولُ(٤)
  ولا زالَ ريحانٌ ومِسْكٌ وعَنبَرٌ ... على القبر تُذرِيه صَبَاً وشَمُولُ(٥)
  لَئِنْ قُلْتُ غَرَّتَنَا عليه إِحَالَةٌ ... وطَبْعُ مَزَاجٍ إنَّنِي لَجَهُولُ(٦)
  ولكن رآه اللهُ أهلَ جِوَارِهِ ... فَحُمَّ لَه بعد المقامِ رَحِيلُ(٧)
  ونَحنُ على حوضِ المنيَّةِ شُرَّعٌ ... شَبَابٌ وأشيَاخٌ مَعَاً وكُهُولُ
(١) هو الأمير المنتصر لدين الله محمد بن مفضل بن الحجاج - واسمه عبد الله - بن علي بن يحيى بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف بن الإمام المنصور بالله محمد بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين $، كان العفيف عالماً فاضلاً، قام محتسباً قبل دعوة الإمام المنصور بالله، فلما ظهر الإمام بايعه، وهو صاحب هجرة وقش وإليه انتهت الرئاسة في أهله كافة في جهات اليمن، في هذه الهجرة المذكورة من زمن الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان #.
(٢) في النسخة الأصلية (قبلي) بدل بعدي، وصوَّبه في الحاشية. غالت: أي أهلكت. والغول: المنية.
(٣) الرزء: المصيبة، والنقص.
(٤) الأجش من السحاب: الشديد صوت الرعد. وهزيم الرعد صوته، وتهزم الرعد تهزماً، والهزيم والمتهزم: الرعد الذي له صوت شبيه بالتكسر، وتهزمت السحابة بالماء واهتزمت تشققت مع صوت عنه.
(٥) ريحُ الصَّبا: هي القبول، وسميت قبولاً: لأَنها تُقابِلُ الدَّبورَ، أو لأَنها تُقابِلُ بابَ الكعبةِ، أَو لأَن النَّفْسَ تَقْبَلُها.
والشمول بالفتح: هي ريح الشمال بالفتح ويُكْسَرُ: الريحُ التي تَهُبُّ من قِبَلِ الحِجْرِ، أو ما اسْتَقْبَلَكَ عن يَمِينِكَ وأنتَ مُسْتَقْبِلٌ، والصحيحُ أنه ما مَهَبُّه بين مَطْلَعِ الشمسِ وبناتِ نَعْشٍ، أو من مَطْلَعِ النَّعْشِ إلى مَسْقَطِ النَّسْرِ الطائِرِ، ويكونُ اسماً وصِفَةً، ولا تَكادُ تَهُبُّ ليلاً.
(٦) إشارة إلى مذهب المطرفية لأنهم يقولون بأن الله لا يميت أحداً قبل بلوغه العمر الطبيعي وهو مائة وعشرون سنة، ومن مات قبل بلوغه فإنما ذلك من إحالات الأجسام وتغير الأمزجة وإساءة الأغذية.
(٧) حُم الأمر بالضم: قضي، وحم له كذا: أي قدر.