ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[233] وقال # لما بلغه موت الشريف محمد بن مفضل بن حجاج لثمان بقين من صفر سنة ستمائة: [الطويل/33]

صفحة 543 - الجزء 1

  تَقُولُ العقولُ شَمِّرُوا وتَأَهَّبُوا ... والآمالُ إنَّ الظَّاعِنِينَ حُلُولُ⁣(⁣١)

  خِدَاعَاً، حَلِيمُ القومِ يَعرِفُ أَمرَهُ ... فيرتاعُ والجهَّالُ عنه غُفُولُ

  لنا في رَسُولِ الله أعظَمُ أُسوَةٍ ... فقد ماتَ خيرُ الخلقِ وهو رَسُولُ

  ومات أميرُ المؤمنينَ شَقِيقُهُ ... وصِنْوَاهِ ماتا جعفرٌ وعَقِيلُ

  وأبناؤهُم صلى الإلَهُ عَلَيْهِمُ ... غيوثُ نَوَالٍ والأنامُ طُلُولُ⁣(⁣٢)

  فلو كانَ عن حوضِ المنِيَّةِ ذَائِدٌ ... لَمَاتت كُمَاةٌ دونه وخُيولُ

  وَجَاشَ الخميسُ للخميسِ وَقُصِّفَتْ ... رماحٌ لتَحمِي شَخصَهُ وتَصُولُ

  وهانَ عَلَيَّ أن أخوضَ غِمَارَهَا ... ليَحمي خَلِيلاً بالدفاعِ خَلِيلُ

  فيَا حَامِلِي رَضَوَى عَظِيمَاً حَمَلتُمُ ... وزَالَ أأَجبَالُ الحجازِ تَزُولُ

  أشمٌّ طوِيلُ البَاعِ من آلِ هَاشِمٍ ... له حَسَبٌ لا يَعْتَرِيهِ خُمُولُ

  فنِعْمَ مَنَاخُ الرَّكبِ ساقَتْهُ قُرَّةٌ ... شَآمِيَةٌ نَفَّاحَةٌ وبَلِيلُ⁣(⁣٣)

  إذا راحَ فَحلُ الشُّولِ رتْكاً وخَلفَهُ ... صفايا مَطَافِيلٌ أُشا وأفيلُ⁣(⁣٤)

  وقاتَلَ قلبُ القومِ عن ثَارِ أهلِهِ ... لِيَرْبِضَ فيها والمَحَاجِرُ حُولُ⁣(⁣٥)

  هُنَالِكَ تَلقَى وَجهَهُ وكأنَّهُ ... هِلاَلٌ وبِشْرُ الماجِدِينَ قَلِيلُ

  ويُعطِي إذَا عَزَّ العطا كلَّ سَيِّدٍ ... ويبسُطُ بشرَاً وَجهَهُ ويُنِيلُ

  ويبسُمُ فِي يَومَي طِعَانٍ ونَائِلٍ ... ويَبكِي جَبَانٌ فِيهِمَا وبَخِيلُ

  وما من يَدٍ فِي الناسِ إلَّا وَكَفُّهُ ... إليها على طول المنالِ تَطُولُ


(١) يعني أن العقول تأمر بالإستعداد للموت والتأهب لما بعده، بينما الآمال تسوف أهلها بالبقاء والإقامة خداعاً.

(٢) الطلول: المطر الضعيف أو الندى.

(٣) ريح نفاحة: باردة، ولفاحة حارة. وريح بليل: باردة بمطر.

(٤) الشول: جمع شائلة وهي من الإبل التي أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة عشر فخف لبنها. والرتك: يقال رتكت الإبل ترتك رتكاً ورتكاناً وهي مشية فيها اهتزاز. والصفايا جمعها صفي: وهي الناقة الغزيرة الدر. والمطافيل: النوق مع أولادها. والأُشا: الصغار. وأفيل واحدة الإفال والأفائل وهي صغار الإبل بنات المخاض.

(٥) الربض: ما يأوي إليه الإنسان ويستريح إليه. والمحاجر أي محاجر العين: وهي ما دار بها، أو بدا من البرقع، أو ما يظهر من نقابها.