[234] وقال # يرثي الأمير شمس الدين أحمد بن يحيى بن أحمد بن يحيى رحمة الله عليه: [البسيط/36]
  حليمٌ كرِيمٌ أريَحِيٌّ مُهَذَّبٌ ... قَطُوعٌ لأسبِابِ الِعنَادِ وَصُولُ
  إذا سِيلَ معروفَاً يَكَادُ جَبِينُهُ ... وإن عظُم المطلُوبُ منه يَسِيلُ
  فيا نَفْسُ صَبْرَاً كم تَعُدِّينَ مَجدُهُ ... عَرِيضٌ يَبُذُّ الحاسدِينَ طوِيلُ
  فتى بين يَحيى بن الحسين وقَاسِمٍ ... فُرُوعُ نُبُوَّاتٍ زَكَتْ وأُصُولُ
  فصبرَاً بَنِي بنتِ النَّبِي مُحَمَّدٍ ... وأشياعِكم إن العزَا لَجَمِيلُ
[٢٣٤] وقال # يرثي الأمير شمس الدين أحمد(١) بن يحيى بن أحمد بن يحيى رحمة الله عليه: [البسيط/٣٦]
  ما خَيرُ عَيشٍ بِهِ التَّكْدِيرُ مُعتَلِجُ ... وغَايتَا مُنتَهَاهُ الموتُ والهْرَمُ
  نُمسِي وَنُصبِحُ والآمالُ طَامِحَةٌ ... والموتُ مُعتَرِمٌ والعُمرُ مُنْهَزِمُ
  الحمدُ للهِ لا نِدٌّ يُشَابِهِهُ ... إِذْ لَا يَجُوزُ عَلِيهِ الفَوتُ والعَدْمُ
  مَا أَعجبَ الأمرَ للرَّائِي بِفِكرَتِهِ ... إن لَمْ يَخُنْ مُشْعِرِيهِ الطَّمسُ والصَّمَمُ
  بَينَا تَرَى المَرءَ فِي الأحياءِ مُغتَبِطَاً ... يَعنُو لَهُ الأعصَيَانِ السَّيفُ والقَلَمُ
  إذ قِيلَ ماتَ فُلاَنٌ بعد عِزَّتِهِ ... وزَالَ ذَاكَ الجلالُ المَحضُ والحَشَمُ
  إنَّا نَرَى عِبَرَاً ما بَينَ أظهُرِنَا ... فَدَعْ حَدِيثَكَ مَا عادٌ وما إِرَمُ
  كم من رَضِيعٍ دَفَنَّاهُ ومُكتَهِلٍ ... ويافِعٍ غَالَهُ فِي نَشْوِه الألَمُ(٢)
  الموتُ سِرٌّ عَجِيبٌ جَلَّ خَالِقُهُ ... لَمْ يَحمِ عن مَشرَبَيهِ الأعصَمَ العِصَمُ(٣)
  الشمسُ تَغرُبُ والأقمَارُ آفِلَةٌ ... والنجم يهوي وتَخْبُو النارُ والضُّرَمُ
  والغُصنُ يَذْبُلُ والأمطارُ مُقلِعَةٌ ... والغيمُ يُقشَعُ والأعمارُ تُختَرَمُ
  وكُلُّ رِزْءٍ لَقينَاُهُ نُقَابِلُهُ ... بالصبرِ فهو لنا إِرْثٌ ومُعتَصَمُ
  يا يومَ أحمدَ قد أبقيت فِي كَبِدِي ... كَلْمَاً فلم يُبْرِهِ من بَعدِكَ الكَلِمُ
(١) هو الأمير أحمد بن الأمير الكبير شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى، كان عالماً فاضلاً، من دعاة الإمام المنصور بالله # وولاته، وفاته رحمة الله عليه سنة ستمائة وهو عروس بابنة الأمير محمد بن إبراهيم القاسمي، ولم يلبث معها سوى عشرة أيام.
(٢) غاله: أهلكه، وأخذه من حيث لم يدر. ونشوه: يعني عن نشأته.
(٣) والأَعْصَمُ من الظِّباء والوُعولِ: ما في ذِراعَيْهِ أو في أحدِهما بياضٌ وسائرهُ أسْوَدُ أو أحْمَرُ. والعصم جمع عصمة: وهي رؤوس الجبال التي تمتنع فيها. أي لم تحم رؤوس الجبال الوعول من الموت.