ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[234] وقال # يرثي الأمير شمس الدين أحمد بن يحيى بن أحمد بن يحيى رحمة الله عليه: [البسيط/36]

صفحة 545 - الجزء 1

  لولا المنيَّةُ حَتمَاً لامَرَدَّ لَهُ ... لكافحَتْ بُهُمَاً من دونك البُهَمُ⁣(⁣١)

  وماتت الخيلُ والأبطالُ مُقصَعَةٌ ... بين الخميسين والمرَّانُ والخَذَمُ

  وقامَ نقعٌ وأيدي الخيلِ سَابِحَةٌ ... والسمهرِّيَةُ مأطُورٌ ومُنحَطِمُ⁣(⁣٢)

  وخُضتُهَا وغِرَارُ السيف فِي عَمَلٍ ... والخيل تَقرَعُهَا الخُرصانُ لا الُّلجُمُ

  فِي فتية من بَنِي الهادي وإخوَتِهم ... من آل حَمْزَةَ لا مِيلٌ ولا قُزُمُ⁣(⁣٣)

  ومن بَنِي القاسم الأبطال إن لَهُم ... مَكَارِمَاً حَسِرَتْ من دُونِهَا الأمَمُ

  ومن بَنِي حيدَرٍ غُرٍّ جحَاجِحَةٍ ... يرون دونكَ كَأسَ الموت يُغتَنَمُ

  لَعَاً لِشَمسِ الهُدَى والبدرِ إنَّهُمَا ... خيرُ البريَّةِ مَنْ حَصنٌ ومَنْ هَرَمُ

  شيخان من آل طَهَ كلما نَطَقَا ... تساقطَ الدُّرُ والأمثالُ والحِكَمُ

  بحرَا نَوَالٍ وعِلمٍ كلما وهَبَا ... مَوَاهِبَاً خَجِلَت من وَقعِهَا الدِّيَمُ

  ليثَا نِزَالِ وسَيفَا كُلِّ مَلحَمَةٍ ... مرهوبةٍ وجباهُ الخيلِ تصطدِمُ

  قد أنْجَبَا نَفَرَاً غُرَّاً جَحَاجِحَةً ... لا يسأمون العُلَى إن معشرٌ سئِمُوا

  يبنُونَ في المجد ما أَسَّتْ أوائِلُهُم ... ولا يَصُدُّهُمُ خوفٌ ولا عَدَمُ

  شُمُّ العَرَانِينُ فِي العَلياءِ هِمَّتُهُم ... وليس هِمَّتَهم شَاءٌ ولا نَعَمُ

  يا يَحيى يا ابن أمامِ الناسِ كُلِّهِمُ ... أنت الذي نورُهُ تُجلَى به الظُّلَمُ

  وأنت قُدوَةُ أهلِ الدين كُلِّهِمُ ... وصِنوُكَ الأوحدُ العَلَّامَةُ العَلَمُ

  ولَيسَ من كانَ مَجدُ الدينِ خَالِفَهُ ... بغائِبٍ إن حواه اللَّحدُ والرَّجَمُ⁣(⁣٤)

  فرحمةُ الله زارتهُ مُكَرَّرَةً ... ما لاح فِي الأفقِ نَجم أو جَرَى قَلَمُ

  وكُلُّ آلِكُمُ شُمٌّ سَمَادِعَةٌ ... يُحيُونَ ما سَنَّهُ للناسِ جَدُّكُمُ

  فقل لأبنا أبِينَا الصَّبرُ شِيمَتُكُم ... إذا تبدلتِ الأخلاقُ والشِّيَمُ

  أنتم سنامُ بني الزَّهرَاءِ فَاطِمَةٍ ... والرَّأسُ إذ فِي بَنِيهَا الرأسُ والقَدَمُ


(١) البُهم جمع بهمة: ومعنى الأولى: الجيش، والثانية: بمعنى وهو الشجاع الذي لا يهتدى من أين يؤتى.

(٢) المأطور: المنعطف الملتوي.

(٣) القُزُم جمع قَزَم: وهو الدنآة وأرذال الناس.

(٤) أي الأمير الكبير الشهيد مجدالدين يحيى بن محمد، وستأتي فيه مراث عظيمة. والرجم: الحجارة التي تنصب على القبور.