[235] وقال #: [الطويل/56]
  لا غرو إن مات من ساداتكم رَجُلٌ ... فَمَا مَضَى عَلَمٌ إلا بَدَا عَلَمُ
  الموتُ بَابٌ وكلُّ الناس دَاخِلُهُ ... وكَأسُهُ دَايرٌ فِي الناس كُلِّهِمُ
[٢٣٥] وقال #: [الطويل/٥٦]
  ألا أبلغا جَنْبَ بنَ سعدٍ رِسَالَتِي ... وخُصَّا وعُمَّا كُلَّ بَادٍ وحَاضِرْ(١)
  وقولَا لَهُم إِنِّي شرِيكٌ مُشَاطِرٌ ... إذا كان فِي الخِلَّانِ مَن لَا يُشَاطِرْ
  لَعَاً لِحُمَاةٍ من عَبِيدَةَ صُبِّحُوا ... بِمَلمُومَةٍ لَم تأتِ مِنهَا النذايِرْ(٢)
  رمتْهُم بِهَا قحطانُ تطلبُ ثأرَهَا ... على غِرَّةٍ إذ فارقُوا كلَّ نَاصِرْ
  فهلَّا غدت قحطانُ عنهم عَفِيفَةً ... فقد يُعنِتُ الجانِي وتُنسَى الجرَائِرْ
  فقد قيل لِي بالمِلحِ جَادَت وأنعمت ... صنادِيدُ جَنبٍ والمنايا حَوَاضِرْ
  وكان الذي قد كان يومَ مُفَرِّحٍ ... فكان لَهم عن بعضِ ما ثَمَّ زَاجِرْ
  وظلت نِسَا قحطانَ تُستَامُ عَنهُمُ ... تُثَنَّى على أعناقهنَّ الغَدَائِرْ(٣)
  يطالِبنَ ما قد حازه الجيش عُنوَةً ... فَنِلْنَ ولم تُكشفْ لَهُنَّ سَرَائِرْ
  فما سرَّنِي ما كان منهم وفيهِمُ ... ولا هانَ عندي ما جَنَتهُ المقادِرْ
  لأنَّ بني قحطانَ أنصارُنَا مَعَاً ... إذا خانَ أنصارٌ وقَلَّ المؤازِرْ
  وإن كان للحيِّ العبيدِيِّ عندَنَا ... مفاخِرُ تُنسَى عندهُنَّ المفَاخِرْ
  فأوَّلُهُمْ مَا لا يُمَارِيهِ أَوَّلٌ ... وآخرُهُم ما لا يُجارِيه آخَرْ
  حُمَاةٌ إذا ما الحرب كَشَّرَ نَابُهَا ... ومَدَّتْ بأيديهَا النساءُ الحرَائِرْ
  أتوهَا سرَاعَاً باسِمِينَ لِوردِهَا ... وهُمْ بين مَجمُوعِ السلاحِ وحَاسِرْ
  وتلكَ لَهُم فيما علمتُ سَجِيِّةٌ ... مُؤَثَّرَةٌ من كابِرٍ بعدَ كَابِرْ
  وللجار فيهم مَنْزِلٌ ذو جَلَالَةٍ ... فما ذَمَّهُمْ فيما عَلمنَا مُجَاوِرْ
  وللضيفِ نَهْجٌ وَاسِعٌ يُنْزِلُونَهُ ... وأعطانُ معروفٍ رِحابُ مآثِرْ(٤)
(١) جنب: بطن من مذحج من ولد يزيد بن حرب بن عله بن جلد بن مذحج، وسموا جنباً لأنهم جانبوا أخاهم صداء وحالفوا سعد العشيرة.
(٢) عبيدة: قبيلة مشهورة في مأرب، تعرف بعبيدة أبراد، نسبة إلى وادي أبراد، وهي بطن من مذحج، وبطونهم كثيرة منها آل راشد وآل معيلي وآل جلال وغيرهم، وديارهم مأرب وصافر والنميصة وغيرها ..
(٣) الغدائر جمع غديرة: وهي الذوائب.
(٤) الأعطان جمع عطن، وهو المكان، رحب العطن: كثير المال، واسع الرحل.