[235] وقال #: [الطويل/56]
  وسُودٌ عِظَامٌ رَاسِيَّاتٌ صَغِيرُهَا ... يُلَقَّفُ أعضَاءَ الجَزُورِ العُرَاعِرْ(١)
  تَظَلُّ الإماءُ يبتدِرْنَ قَدِيحَهَا ... كما ابتدرت كَلبٌ مياهَ قُراقِرْ(٢)
  ودُهمٌ من الشِّيزَا وِسَاعٌ بُطونُهَا ... تُقَامُ لوردٍ نَاهِلِينَ وصَادِرْ(٣)
  فيا رَاكِبَاً من تَحتِ أعوادِ رَحلِهِ ... عُذَافِرَةً زَيَّافَةً أو عُذَافِرْ(٤)
  إذا أنت وافيتَ العَبيدي رَاشِدَاً ... وفتيانَ صدق من يزيدٍ وجَابِرْ(٥)
  ومن آل منصورٍ كُمَاةً أعزَّةً ... يَمِيسُونَ فِي المآذِي شُوسَاً قَسَاوِرْ(٦)
  وآلِ عُبَيدٍ كلِّ أروعَ ماجِدٍ ... طويلِ نَجَادِ السيف ألْوَى مُغَاوِرْ(٧)
  فقل لَهُمُ والقولُ ليس بنافِعٍ ... وقد يُهلكُ الإنسانَ ما لَا يُحَاذِرْ
  لعمري وماعُمرِي علي بِهَيِّنٍ ... وأيمَانُ بعض القوم تَحكِي المعَاذِرْ
  لقد عَزَّ عندي ما أصاب ابنَ ضَيغَمٍ ... وإخوتَهِ الغُرَّ الكُمَاةَ المَسَاعِرْ
  وأورَثَنِي وَجْدَاً دَخِيلاً مُخَامِرَاً ... إلى يوم تُبلَى للعبادِ السرَايِرْ
  وذَكَّرنِي مثوى أخي وصِحَابِهِ ... وطيرُ المنايا حائماتٌ كَوَاسِرْ
  غداةَ تَلَقَّى الجيشَ يَبْرُقُ سِنُّهُ ... وفِي الكَفِّ مَطرُورُ الغِرَارَينِ بَاتِرْ
  فلم يُثنِ رأسَاً نَجدَةً وحَفِيظَةً ... إلى أن أزَارَتْهُ العِدَاةُ المَقَادِرْ
  فكل قتيلٍ بعده يَستَفِزُّنِي ... ولا سيما إن كان زاكِي العَنَاصِرْ
(١) السُّوْد بالضم جمع سوداء: وهي القدر الكبيرة، أو الجفنة الكبيرة التي تطبخ فيها اللحم، الصغير منها يلقف: أي يلتهم ويتسع لأعضاء الجزور وهو البعير الذي ينحر، والعراعر: السمين. وهي كناية عن الكرم وإطعام الجياع والمحتاجين.
(٢) هذا البيت مقتبس من قصيدة النابغة الذبياني التي يمدح فيها النعمان بن الحارث الغساني: يبتدرن: أي يتسابقن ويعجلن قبل غيرهن، والقَديحُ: المَرَقُ، أو مايَبْقَى في أسْفَلِ القِدْرِ فَيُغْرَفُ بِجَهْدٍ. وقراقر: اسم مكان فيه ماء لبني كلب.
(٣) والدهم: المراد القدر، الشِّيز بالكسر: خشب أسود للقصاع، والمراد القصعة الوسيعة المصنوعة من شجر الشيز التي قد اسودت من كثرة وضع الطعام بها للضيفان.
(٤) العذافر والعذافرة: العظيم الشديد من الإبل وقد تقدم.
(٥) راشد بن منيف العبيدي: من أهل الولاء والنصرة للإمام المنصور بالله، وآل راشد قبيلة من عبيدة، ويزيد وجابر من قبائل عبيدة أيضاً.
(٦) آل منصور: يحمل هذا الاسم عدد من القبائل والفخوذ، ولعل الأليق هنا: أنهم من قبائل برط أو الجوف. وماس يميس: أي يمشي متبختراً في الماذي: وهو كل سلاح من الحديد.
(٧) آل عبيد: من قبائل الشولان، إحدى قبائل ذو حسين بن غيلان من دهمة بكيل، ديارهم أعلى وادي الجوف في المطمة. والألوى: الشديد الخصومة الجدل، والمنفرد المعتزل. والمغاور هو المغوار أي كثير الغارات.