الباب الثالث: في مخاطبات أهل المذاهب:
  الناصحة للإخوان.
  الثانية: رباعية في فضل أهل البيت $ وشرحها الإمام # بالجزء الثاني.
  فأما الأولى: فهي عبارة عن (٤٠) بيتاً مخمسة، في أبواب أصول الدين.
  وقد حظيت بعناية فقد كانت مَدْرَسَاً للزيدية مع مشروحاتها، فقد شرحها الإمام نفسه، وشرحها القاضي أحمد بن عبد الله الجنداري «سمط الجمان شرح الرسالة الناصحة للإخوان».
  وأما الثانية: فهي عبارة عن (١٥٠) بيت مربعة أي أنها (٢١٠) بيت.
  ضمنها الإمام # من إثبات التفضيل وفضل أهل البيت والرد على خصومهم ومنكري فضلهم وذكر شيء من وقائعهم ما يبهر الألباب، فإنه # يعد أشعر الفاطميين، مع ما منحه الله ø من القدرة على سبك الألفاظ، والبلاغة والفصاحة التي لا تساويها فصاحة من فصاحات الشعراء والبلغاء. وقد ذكرنا ذلك فيما مضى فهذه الأرجوزة تعد من فرائد قصائده أراجيزه، ونوابغ أقواله التي شحنها علماً وأدباً وفصاحة وقوة على الاحتجاج والاستدلال، وقدرة على المناظرة والجدال، وجعل ذلك مضمناً في أبيات شعرية حسنة التعبير والسبك.
  وقد قوبلت هذه الأرجوزة بالقبول من أناس، والرد والمعارضة من آخرين.
  والإمام # لم يقلها تخميناً ولا تبخيتاً ولا رجماً بغيب بل قالها عن أدلة عقلية ونقلية، ومن اطلع على شرحها على صحة قوله الإمام # فيها.
  ولنقف مع أحد المعارضين لهذه الأرجوزة وماذا يقول فيها، وهو المؤرخ أحمد محمد الشامي.
  فنقول: لقد أطال الشامي في كتابه (تاريخ اليمن الفكري في العصر العباسي) التهجم على الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة # خصوصاً وعلى بقية الأئمة عموماً.
  ولم يُدْرَ ما هو الحامل له على ذلك؟.
  فتارة يخطئة ويصوب المطرفية وينكر على الإمام - وشتان ما بين المنكِرِ والمنكَرِ عَلَيهِ - وتارة يحكم على الإمام بالظلم والمنازعة على كرسي الخلافة من أجل الدنيا. وغير ذلك من ألفاظ التحامل الناتج عن الظن والإتهام الباطل الذي يصدر عن الجهل وعدم التثبت وقلة الإطلاع، ولم يكن لأمثاله أن يتهجم على إمام شاعت فضائله في الأقطار، وانقادت له البلدان والأمصار، وملأ الدنيا علماً وتصنيفاً، كان الواجب عليه أولاً أن يطلع على مؤلفات الإمام # ويتحقق في قضية المطرفية، ثم يتابع مؤلفات وأقوال الأئمة وعلماء الأمة في المطرفية، ولكن لم يتثبت فوقع في مهالك الضلال ومهاوي الجهال، وما كان له أن يصدر مثل تلك الأحكام الجائرة على الإمام #، والإمام لم يبقِ لمحتج حجة، ولا لمعترض شبهة إلا بينها في كتبه ومؤلفاته.