ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[236] وقال # يرثي أخاه الشهيد صارم الدين إبراهيم بن حمزة | في ثمان خلت من شعبان من سنة ستمائة، واستشهد بلصف: [الطويل/38]

صفحة 550 - الجزء 1

  رَعَى حُرمَةَ الإسلام غير مُعَذِّرٍ ... ونَافَسَ فِي كسبِ المثوبَةِ والأَجْر

  وظَلَّ لبيضِ المرهَفَاتِ ضَرِيبَةً ... ونَصبَاً لأطرَافِ المُثَقَّفَةِ السُّمْر

  فَذَكَّرَنِي مَثوَى أخِيهِ مُحَمَّدٍ ... غداةَ الوَغَى والأمْرُ يُذكَرُ بِالأمْر

  غدَاةَ رَمَى الجيشَ اللَّهَامَ بنفسهِ ... فمات كريمَاً لمَ يَرُمْ خُطَّةَ الفَرّ

  كَأنَّ علينا أن تُصَابَ ظُهُورُنَا ... حَرَامٌ ولَمْ أقصد مُطَاوَلَةَ الفَخْرِ⁣(⁣١)

  سَلاَمُ الإله زَارَ شَخصَينِ نُزِّلَا ... لِطُهرَينِ من طُهرٍ كرِيمٍ إلى طُهْر

  لنا كُلُّ يومٍ وَاتِرٌ نَعتَنِي بِهِ ... وآخَرُ يَبْغِينَا مُطَالَبَةَ الوَتْر

  نُصَابُ فَلَا نُثْنِي الرُّؤوسَ عن العِدَى ... ونَفتَرِسُ الأعدَاءَ للذِّيبِ والنَّسْر

  ولسنَا بِوَقَّافِينَ عَن كُلِّ غَايَةٍ ... إذا كانَ فَجرَاً وَصلُهم غَايَةَ الثَّجْرِ⁣(⁣٢)

  لنا منكبٌ نُرْدِي به كُلَّ مَنْكِبٍ ... أشدُّ على الصَّخْرِ الصَّلِيبِ مِنَ الصَّخْر

  أبُونا عَلَيٌّ والنَّبِيُّ مُحَمَّدٌ ... فبُورِكَ مِنْ هَادٍ وبُورِكَ من صِهْر

  ونَحنُ بنوا الحربِ العَوَانِ وإنَّنَا ... نَزِيدُ على مَسِّ الخُطُوبِ ولا نَحْرِي⁣(⁣٣)

  لَعمرِي لَئن أودَى أخي غَيرُ هَائِبٍ ... ولا ضَرْعٍ يومَ الهَيَاجِ ولا غَمْر

  لقد كَانَ للأعدَاءِ نَارَ مُحَرِّقٍ ... وللطالب المعروفِ أندَى من البَحْر

  فَيَا عَاذِلِيهِ فِي الثُّبُوتِ ألَم يَكُنْ ... أتاكُمْ حَدِيثُ الطُّهْرِ حيدرَ فِي بَدْر

  ويومَ حُنَينٍ والنَّظِيرِ وخَيبَرٍ ... إذا كانَ منكم بالوَقَائِعِ ذو خُبْر

  فيَا رَاكِبَاً وَجنَاءَ خَرْقَا شِمِلَّةٍ ... أمُونَاً على قَطعِ المفَاوِزِ والقَفْرِ⁣(⁣٤)

  تَحمَّلْ إلى قحطانَ مِنِّي رِسَالَةً ... وعدنانَ فتيانِ الصَّبَاحِ ذوي الفَخْر

  أترضون أنَّ العجمَ فيكم تَحَكَّمُوا ... وأنتُمْ صميمُ العُرْبِ بالقتلِ والأسر

  فيا أخوَينَا مِن أبِينَا وأُمِّنَا ... إليكم إليكم لا سبيلَ إلَى العُذْر

  أقيمُوا صُدُورَ الأعوَجِيَّةِ والبَسُوا ... لِمَنْ رَامَ إرغَامَاً لكم أُهُبَ النَّمر


(١) يريد # أنه ليس من شيمة أهل البيت $ أن يصابوا في ظهورهم لأنه علامة الفرار، وعادتهم الكر مقبلين غير مدبرين.

(٢) الثجر مصدر الثُّجْرَةُ، بالضم: الوَهْدَةُ من الأرضِ، ومُعْظَمُ الوادِي، ومُجْتَمَعُ أعْلَى الحَشا، أو وسَطُهُ، وما حَوْلَ الثُّغْرَةِ.

(٣) أي لا ننقص.

(٤) ناقة أمون: وثيقة الخَلْق.