يَا أُمَّةً مَلَكَ الضَّلَا ... لُ زِمَامَهَا فَلَهَا الحَرِيبَه

  غَدَرَتْ بآلِ نَبِيهَا ... وجَفت قَرَابَتَهُ القَرِيبَه

  وتَنَكَّبتْ عن رُشدِهَا ... فغدت لِزَلَّتِهَا نَكِيبَه

[٢٣٨] وقال # يرثي الشيخ علي بن منصور الضُّريُوه: [الكامل/٤٣]

  ما هذهِ الدنيا بِدَارِ مُقَامِ ... للساكِنِينَ بِهَا من الآنَام

  العمرُ فيهَا نَومَةٌ ولَذَاذَةُ الدُّ ... نيا كطائفَةٍ من الأحَلَام

  بينا يُرَى الإنسانُ فِي غَلَوَاتِهِ ... تَهفِي عليهِ خوافِقُ الأعلام

  إذْ قِيلَ ماتَ فَشُقَّ بُرْدُ جَلَالِهِ ... وحثَا عليه التُّرْبَ كُلُّ كُهَام

  يا أشجعَ الشجعانِ أين جلادُكَ الـ ... ـحاكِي حَرِيقَاً في هَشيمِ ثُمَامِ⁣^(⁣١)

  يا أفرسَ الفُرسانِ أينَ طِرَادُكَ الـ ... ـمعتادُ والمُعْيِي لِكُلِّ هُمَام

  يا أفصحَ الفُصَحَاء أين َكلامُكَ الـ ... ـشافي أراكَ رُمِيتَ بالبِرسَامِ⁣^(⁣٢)

  يا موتُ كيفَ طرقتَ فِي أوكَارِهَا ... طيرَ السما وهبَطَّتَ للضرغَام

  وقَسَمتَ للحيتَانِ فِي بَاحَاتِهَا ... فخذمتَهَا بِحُسَامِكَ الخَذَّام

  أينَ المُلوكُ الأولونَ ومن بَنَى ... مُدُنَاً وأبرَاجَاً بصخرِ رُخَام

  أينَ المُزَاحِمُ فِي فِنَا أبوابِهِم ... هلكَ المُحَامَى دونه والحَامِي

  إن قلتَ هذَا مِنْ صُرُوفِ إحَالَةٍ ... عَرَضتْ لَهُمْ فِي مَشرَبٍ وطَعَام

  أو لِانْحِرَافٍ فِي الَمَزَاجِ مُعَارِضٍ ... شَبَّهتَ ذَا الملكوتِ بِالأجسَامِ⁣^(⁣٣)

  أجلين قد ذَكَرَ المهيمنُ رَبُّنَا ... وحكاهُمَا في سورَةِ الأنعَام

  خلقَ الحياةَ معَ المماتِ ليبلوَ الـ ... إنسانَ بالمكروه والإنعَام

  هذا حكاه فِي تَبَارَكَ رَبُّنَا ... فتفقَّهُوا يا مَعشَرَ العُلَّام

  هذِي لعمرِي حِكمَةٌ علَوِيَّةٌ ... دقَّتْ معانِيهَا على الأغْتَام

(١) الهشيم: اليابس من الكلأ مالشجر. الثمام: الحشيش.

(٢) البرسام - بكسر الباء -: علة يُهذَى فيها.

(٣) هذان البيتان وما بعدهما إشارة إلى كلام المطرفية ونقضه، وبيان ذلك: أنهم يقولون إن الأجل المقدَّر لكل حي من البشر هو العمر الطبيعي وهو مائة وعشرون عاماً لا يموت إلا من بلغها، ومن مات قبل بلوغ ذلك فإنما هو لإنحراف الأغذية، وسوء الرعاية، وذلك القول يؤدي إلى تكذيب القرآن حيث يقول الله تعالى {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ٣٤}.