[238] وقال # يرثي الشيخ علي بن منصور الضريوه: [الكامل/43]
  لو خَلَّدَ الرحمَن ُخلقَاً قبلَنَا ... خَلُدَ النبيُّ بِهَا وكُلُّ إمام
  ماتَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ وَوَصيُّهُ ... أودَى بِحَدِّ الصَّارِمِ الصَّمْصَام
  ليكون مُعتَبِرَاً بِهَذا مَيِّتٌ ... وبذَاكَ مَنْ أودَى بِحَدِّ حُسَام
  نبأٌ عظيمٌ جَاءَنَا بِمُصَابِ بَحْـ ... ـرِ عطا وليثِ وَغَى وبَدرِ تَمَام
  مُتكَفِّلُ الأيتامِ عن آبائِهِم ... فغدَا يُقَالُ لَهُ أبو الأيتَام
  لَمَّا استُقِلَّ على الرِّقَابِ عَجبتُ كيـ ... ـفَ أقَلَّ هذا الناسُ طودَ شِمَام
  ياحَسْرَةً حَشَتِ القلوبَ كآبَةً ... وحَمَتْ عن العينينِ فَضَلَ مَنَام
  رَحِمَ المهيمنُ لَحمَهُ وعِظَامَهُ ... وحَبَاهُ يوم البعثِ بالإكرَام
  ما خصَّ ذاك الرِّزءُ سادةَ حِميرٍ ... بل عمَّ كلُّ مُهذَّبٍ من سَام
  يَا طلعَةً ملتِ البلادَ بنُورِهَا ... وتَعقَّبَتْ بِحَنَادِسِ الإظلَام
  أمَّا ابنُ منصورٍ فسُرَّ بموتِهِ ... رَبُّ الفُسوقِ وعابدُ الأصنام
  رجلٌ نشا للمكرُماتِ وللعُلَا ... ولرفعِ قدرِ شرائعِ الإسلَام
  جَمَعَ الرِّيَاسَةَ والدَّيَانَةَ والوَفَا ... والجُودَ عَمدَاً بالنَّوالِ الهَامِي
  ماكان أحسنَهَا سِنِيَّ حَيَاتِهِ ... وألذَّ ما وَفَّى من الأَيَّام
  فلإن تَولَى شَخصُهُ عن قَومِهِ ... بَرَّاً حَمِيدَاً لا يُشَابُ بِذَام
  فلقد رَأينَا بعدهُ من قَومِهِ ... سُحُبَ العطا وليوثَ كلِّ صِدَام
  وبنيهِ أربابَ الدَّيَانَةِ والتُّقَى ... والخوفِ للمُتَفَرِّدِ العَلَّام
  لو كان يُمنعُ خاضَ أسبابَ الردى ... ليقيه كُلُّ مُتَوَّجٍ قَمقَام
  من صِيدِ قَحطَانٍ ومن عَدنَانَ أهـ ... ـلِ المجدِ والشَّرَفِ الرَّفِيعِ السَّامِي
  ولَعَادَتِ الفرسانُ فِي أيمَانِهَا ... قِطَعُ الوَشِيجِ كذَابِلِ القُلَّام
  ولكُسِّرَتْ بيضُ السيوفِ بِمَأقَطٍ ... يُلجِي أخا الهيجا إلى الإحجَام
  لكن أتاهُ أمرُ مَنْ عنتِ الوجو ... هُ لوجهِهِ فِي يَمنَةٍ وشَآم
  لما رآه اللهُ أهلَ جوارِهِ ... نادَاهُ بالتبجِيلِ والإعظَام
  وحَبَاهُ بالزُّلفَى لَدَيهِ وخَصَّهُ ... بكرَامَةٍ فِي خَيرِ دَارِ مَقَام