[239] وقال # يرثي السلطان الفضل بن علي بن حاتم | والد زوجته منعة في ذي الحجة سنة أربع وستمائة: [البسيط/39]
  أنَا الجلِيدُ على الأرزَاءِ من قِدَمٍ ... وما ملكتُ دَوَاعِي دَمعِي الهَامِي
  ما كنتُ أحسبُ رَضَوَى تستَقِلُّ بهِ ... أيدي الرِّجالِ ولا لُبنَانَهَا السَّامِي(١)
  لَوْ كَانَ يَمنَعُ خُضنَا دونَهُ لُجَجَاً ... من كلِّ شفرةِ ما ضِي الحَدِّ صَمْصَام
  وصيَّرَ اللُّجَّ ضحضاحَاً تَجَلُّدُنَا ... والأضبطَ الوَردَ فِي الهيجَا كَحُلَّامِ(٢)
  وجاشت الحربُ بالفتيانِ واضطربَتْ ... وضاقَت الأرضُ من جُرْدٍ ومن لَام
  ولاعتصى الحيُّ من هَمدَانَ بِيضَهُمُ ... ومن ذُرَى يَمَنٍ دون الفَتَى اليَامِي
  لكن أتاهُ جِهَارَاً أمرُ خَالِقِهِ ... ولا يُرَدُّ قَضَاءٌ بعد إحكَام
  يهنِيِهِ فوزُ نعيمٍ لا نَفَادَ لَهُ ... وما ثوى فيه من بِرٍّ وإكرَام
  أقولُ للنفس صَبْرَاً إنَّهَا مِحَنٌ ... تَعْتَامُ كلَّ طَلِيقِ الوجهِ بَسَّام
  ففاضت العينُ من وَجْدٍ ومن وَجَلٍ ... من هَولِ يومٍ عظيمِ اليوم قَمقَام
  وإن عَقَدْتُ بِحَبْلٍ منه مَأرُبَةً ... فَمَا عَقَدْتُ بأرمَاثٍ وأزْمَام
  ما حَاتِمٌ وابن سُعْدَى في نوَالِهِمَا ... وابنُ الوَحِيدِ مُبَارِيهَا بإطعَام
  وفِي عزائِمِهِ صدقٌ إذا انتقضَتْ ... عزَائِمُ القوم من نَقْضٍ وإبرَام
  يَفْرَى ويُقرِي ويُمسِي فِي تَهَجُّدِهِ ... مثلَ العجولِ تُثَنِّى رَجعَ إرَزَام
  أخلاقُهُ الرَّوضُ جادتْهُ الغيوثُ دُجَىً ... فأطلَعَت ثَمرَاتٍ ذَاتَ أكمَام
  فكم رجونَا لِقَاءً بعد فُرقَتِنَا ... والدهرُ يَخدَعُ من عامٍ إلى عَام
  لا حصنٌ احصنَ من حصنٍ تَوَقَّلَهُ ... لو كان يَحْمِي المنايا المعقلُ السَّامِي
  ولا قَبِيلَ كَيَامٍ حين تَنسِبُهَا ... فِي حاشدٍ يومَ إسراجٍ وإلْجَام
  ولا نَصيرَ كمولاهم إذا امتلأت ... حيازِمُ القَومِ واكتظَّتْ بإكضَام
  فلو حَمَاهُ ضِرَابٌ لمْ نَظُنَّ بِهِ ... وما حويناه من عَرضٍ ومن سَام
  لكن أتى الأمرَ من ذي الأمرِ فاعترفَتْ ... نفسي وقلَّ لِمَا وَافَى تِرِمْرَامِي(٣)
  فالحمد لله حَمدَاً لا نفادَ لَهُ ... على حياتِي وإبرائي وإسقَام
(١) لبنان بالضم: جبل بالشام.
(٢) الأضبط: الأسد. والورد: الأسد الجريء. وحُلام كزُنَّار: الجدي والخروف.
(٣) أي حركتي.