ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

أهمية الديوان

صفحة 56 - الجزء 1

  وليس للشامي وأضرابه من الباحثين التاريخيين الذين لا زالت معارفهم العلمية قليلة بل معدومة بالنظر إلى جانب الإمام # - أن يجعلوا لأنفسهم أهلية الإعتراض على قرناء القرآن وحماة شريعة الإسلام، ولكن:

  لهوى النفوس سريرة لا تعلم ... كم حار فيها عالم متكلم

  رجعنا إلى الأرجوزة:

  فإنما هو عارض انجرَّ، والشيء بالشيء يذكر، عندما كنت أقرأ في كتاب الشامي فوجئت بأن رأيت عنواناً بخط مكبَّر اسمه [الأرجوزة المرعبة] هزني هذا العنوان، وبدأت أجيل نظري حول قراءة هذا العنوان ومضمونه.

  خلال القراءة فوجئت بعبارات وتهجمات بذية إلى حد بالغ في الوقاحة والغرور، أتممت الموضوع على مضض لما رأيت فيه من الخبط والخلط والتناقض وغيرها من الصفات التي لا تليق بكاتب أديب مثقف، دعك عن أنه يدعي أنه عالم زيدي المذهب والعقيدة.

  فقلت في نفسي: لا بد من الرد على هذا، فقمت بالبداية في الرد، وخلال ذلك تذكرت أن الإمام المنصور بالله # ليس الإمام الوحيد الذي تهجم عليه هذا الأهوس فقد تهجم على الأئمة ابتداءً بالإمام الهادي # وانتهاءً بالإمام المنصور بالله #.

  فرأيت أن الرد عليه يحتاج إلى مصنف كبير لتتبع عثراته، وسقطاته لسانه، ومهالكه وورطاته، فعند ذلك توقفت عن ذلك، ولما سنحت هذه الفرصة وفي هذا المجال بالذات أردت أن أبين بعض عمايته وجهالته.

  وقبل ذلك أريد أن أثبت أن الشامي يحكم بدون تثبت ولا يقين وعن قلة اطلاع ومعرفة.

  والدليل على ذلك:

  أولاً: أنه لم يطلع على الأرجوزة بكاملها وإنما اطلع على (اثنين وعشرين بيتاً منها) على حد تعبيره.

  ثانياً: أنه لم يزل متردداً بين إثباتها ونفيها.

  فإن أثبتها جعل معصية كبيرة مخالفة للعقل والذوق والشرع، وجعلها من الهوس والجنون، ثم يؤكد أن الإمام قد تاب وأناب منها.

  وإن نفاها نطق بالبذي من القول بدون حشمة ولا تحاشي، وجعل يسميها وينبزها بالأرجوزة المرعبة، ولعمري هي كما نطق المرعبة لأهل الضلال، والمرعبة المزعجة للجهال، المرعبة لمن خالف الحق.

  ونريد أن نصحح للشامي نسبتها إلى الأمام فنقول:

  لو كنتَ منصفاً في البحث لرجعت إلى الأرجوزة بكاملها لتنظر جميع مستواها ثم تطلع على شرحها، وعلى الأدلة هل هي كما زعمت مخالفة للعقل أم موافقة؟ وهل هناك أدلة شرعية وعقلية على إثبات ما