ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[242] وقال # يرثي الأمير شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى القطابري | في التاريخ المذكور: [الطويل/48]

صفحة 561 - الجزء 1

  حلاوتُهَا مَمزُوجَةٌ بِمَرارَةٍ ... وتَخلِطُ دَأبَاً نَفعَهَا بالضَّرَايِرِ⁣(⁣١)

  وكَمْ حَامِلٍ أثقَالَهَا مُتَصَدِّيَاً ... لإحسَانِهَا أنحت لَهُ بالفَوَاقِر

  تُذِيقُ بَنِيهَا دَرَّهَا فإذَا ارتَوَوا ... فَرَتْهُمْ بأنَيَابٍ لَهَا وأظَافِر

  فما وثبَةُ الجَانِي عليكَ مُجَاهِرَاً ... كَوَثبَةِ ذي غِشٍّ خَؤُونٍ مُغَادِر

  وما حَمْدُ من لَمْ أصطنِعْهُ بِنَافِعِي ... ولا لَومُ من لَمْ أهتضمْهُ بِضَايرِي

  وكم رَائِمٍ مَرجُوعَ صَفقَةِ رَابِحٍ ... فعادَ على خَسْفٍ بصفقَةِ خَاسِر

  وما هَاجَ وَجدِي دَارُهُم أيْمَنَ اللِّوَى ... تَجُرُّ بِهَا وَهنَاً ذُيولُ الأعَاصِر

  ومَا مَنزِلُ اللذَّاتِ أَيَّامَ عُرِّيَتْ ... لَهَا دَون ذِي قَارٍ ظُهورُ الأبَاعِرِ⁣(⁣٢)

  عهدنَا مَغِيبَ الشمس فِي الغربِ دَائِمَاً ... فغابَت ضُحَىً شَامِيَّةً فِي قَطَابِرِ⁣(⁣٣)

  لَعَاً لِمُصَابَ الدِّينِ بعدَ ابنِ أحمدِ بـ ... ـنِ يحيى حَمِيدِ الفعلِ زَاكِي العَنَاصِر

  أميرِ بَنِي الزَّهرَا وحَافِظِ عِلمِهَا ... وحَتفِ مُعادِيهَا وكَهْفِ المُجَاوِر

  يُشَارُ إليهِ بالأكُّفِ جَلَالَةً ... وتُثْنِي عَلِيهِ زَاكِياتُ الخَنَاصِر

  مضى طَاهِرَ الأثوَابِ لَمْ يَأْتِ مُنكَرَاً ... ولَا لُطِّخَتْ أعراضُهُ بالكَبَائِر

  عفيفُ اللسانِ والجنَانِ مُطَهَّرٌ ... مِنَ الرَّيبِ مَحْمُودٌ كرِيمُ المَكَاسِر

  هو السَّابِقُ الجَارِي إلى غَايَةِ العُلَى ... إذا كَلَّ جَريُ الماجدينَ الكَوَاثِر

  فنِعْمَ مَنَاخُ الرَّكْبِ سَاقَتْهُ جُرجُفٌ ... شَآمِيَّةٌ فِي ذِي أهَاضِيبَ مَاطِر

  ونعم فَتَى الجَدَوَى ونِعْمَ فَتَى الِّلقَا ... إذَا ارتعشت أيدي الكُمَاةِ الكَوَاسِر

  وأحلمُ ذِي قَلبٍ وأسمَحُ ذِي يَدٍ ... وأعلمُ ذِي فِكرٍ وأشكَرُ شَاكِر

  نُؤَبِّنُهُ ببعضِ مَا فِي جَلَالِهِ ... ويَبكِي عليهِ كُلُّ بَادٍ وحَاضِر

  تلقتهُ فِي الدنيا بَشارَةُ رَبِّهِ ... وفَائِلُهُ فِي الموت أيمنُ طَائِر

  فيَا حَامِلِيه مَا حَملتم لقد سَطَتْ ... يدَا حامِلٍ رَضَوَى الحجازِ وقَابِر


(١) صدر البيت مقتبس من قصيدة أبي العتاهية، وعجزه (وراحتها ممزوجة بعناء).

(٢) تقدم شرح خبره في الباب الأول في القصيدة رقم (٣٢).

(٣) قطابر: هجرة مشهورة ناحية جماعة، وفيها يوجد قبر الأميرين الكبيرين شمس الدين وبدره يحيى ومحمد ابنا أحمد بن يحيى بن يحيى، وقبر ابن عمهما علي بن الحسين.