[244] وله # مرثية فيه: [الكامل/86]
  مَا بَعدَ عَسكَرِكَ الصّمِيمِ بِضَائِرٍ ... لِمْ ذَا وأنت العسكَرُ الجَرَّارُ
  ولقدْ جُرِبْتَ فَمَا وَنَيتَ ولَا وَنَتْ ... شُمٌّ حُمَاةٌ مِنهمُ أحرَارُ
  بذلوا نفوسَهُمُ لَدَيكَ فَخانَهُمْ ... فِيكَ القَضاءُ وحُكْمُهُ جَوَّارُ
  أَعْزِزْ عليهم أن يَرَوكَ مُجَدَّلاً ... والخيلُ تَعثُرُ والوَشِيجُ كِسَارُ
  والخيلُ تَمزَعُ والعدَاةُ كَأَنَّهُم ... جَزَرٌ أَرَادَ فنَاءَهُ الجَزَّارُ
  لعلِمتَ أنَّ بنِي أبيك وصَحبَهُمْ ... صَغُرت لَهُمْ من دُونِكَ الأخطَارُ
  ما فارقَتْ جنبَيكَ نَفْسٌ حُرَّةٌ ... إلا وقد نُقِمَتْ بِها الأوتَارُ
  أما المثالُ فأنتَ نَاقَةُ صَالِحٍ ... يا ابنَ النَّبِي وقَاتِلُوكَ قُدَارُ(١)
  مكثوا الثَّلَاثَ وقَاتِلُوكَ أتاهُم ... حَينٌ ولَمْ تُطبِقْ لكَ الأشفَارُ
  إنْ كان يُقتَلُ فيكَ رَاضٍ حَاضِرٌ ... أو غَائِبٌ فأنا لك المُخَتَارُ
  الخيلُ تَصنَعُ والصَّوَارِمُ تَنثَنِي ... لِرقَابِهِم ويُقَوَّمُ الخَطَّارُ
  وكَتَائِبٌ رَفَعتْ سَمَاها أَرضَها ... والبَرْقُ فيهِ البيضُ إذ تَمتَارُ
  ويَصُدُّ طَيرَ الجوِّ عن أوكَارِهَا ... فِي حَافَتَيهَا العِثْيَرُ الثَّوَّارُ
  تَعشَى العُيونُ الزُّرْقُ من لَمَعَانِهَا ... فِيهَا أَسِنَّةُ قَصِّفَتْ وشِفَارُ
  ما كنتُ أحسِبُ قَبلَ يَحْيَى أنَّ بد ... ر التِّمِّ يَستُرُ جَانِبَيهِ سَرَارُ(٢)
  يا يومَ يَحيَى أنتَ يومُ الطَّفِّ أَوْ ... يومُ الثَّنِيَّةِ خَدُّكَ العَثَّارُ
  ضَحِكَتْ لِحُسنِ بَهَائِكَ الأشرَارُ ... لَمَّا بَكَتْ مِن هَولِهِ الأخيَارُ
  لو أخطأَ المقدَارُ يَحْيَى لم يَكُنْ ... للظالِمِينَ سَلَامَةً لو طَارُوا
  ولأدرَكَ الجندُ الصَّمِيمُ مُرَادَهُمْ ... فِي الظالِمِينَ وَقُضِّيَت أوطَارُ
  ولكَانَ لَا يُنجِيهِمُ من جَيشِهِ ... ومَضَاهُ إلا الزَّاخِرُ التَّيَّارُ
  ورَأتَ تَهَامَةُ منه ما سينَالُهَا ... من أجلِهِ ولَزُلْزِلَتْ أقطَارُ
  ولَطَلَّتِ الفرسانُ من أضدَادِهِ ... وأنَّا لَهُم جارَ الإمامَ شِعَارُ(٣)
(١) قدار بن سالف عاقر ناقة ثمود.
(٢) السرار كسحاب: آخر ليلة من الشهر.
(٣) طلت الفرسان: أي لهدرت دماؤها ولم يثأر لها أحد، ولم يكن بنافع لهم قولهم: جار الإمام، واتخاذهم لذلك شعاراً.