ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[244] وله # مرثية فيه: [الكامل/86]

صفحة 567 - الجزء 1

  يا يومَ يَحْيَى أنت قُرَّةُ أَعيُن الـ ... ـخُبَثَا وللحَامِي الهُدَى عَوَّارُ

  لَا عيشَ يَحلُو فِي عُيونِ ذوي التُّقَى ... إن لَمْ يَحُلَّ بِقَاتِلِيكَ بَوَارُ

  إن لَمْ أُزِرْهُم كالجِبَالِ كَتَائِبَاً ... شُهْبَاً فلَا حَمَلتنِيَ الأَكْوَارُ⁣(⁣١)

  أنَا بالمهيمنِ أستعينُ وحزبِهِ ... إن لَم تُعِنِّي يعرُبٌ ونَزَار

  أفبعدَ مقتَلِ مَجدِ دِينِ مُحَمَّدٍ ... يرجُو القَرَارَ عَدُوُّهُ الجَبَّارُ

  هيهاتَ دون مَرَامِهِ وقَرَارِهِ ... وَصلُ السُّيُوفِ فَتُقْطَعُ الأعمَارُ

  ويَظَلُّ طعنُ الطَّالِبِيَّةِ فِي الوَغَى ... مَا لَا يُكَيِّفُ قَدرَهُ مِسبَارُ⁣(⁣٢)

  والضَّرْبُ هَبْرٌ والسهَامُ كَأنَّهَا ... غَوْغَا جَرَادٍ سَاقَهَا إعصَارُ

  وترَى العَدُوَّ على كَثَافَةِ جُندِهِ ... يَرجُو الفِرَارَ وأينَ منه فِرَارُ

  أوْ يَرتَجِي استقرَارَ أمرٍ بعدمَا ... وَترَ العُلَى وبناؤُه مُنهَارُ

  أبنِي علي هل يُصَابُ أميرُكم ... جَهْلاً ولَمْ يَكُ منكم إِنكَارُ

  أسُرَاةَ مُوسَى أنتم الأسْمَاعُ فِي ... أبنا بنِي المختارِ والأبصَارُ

  وبنُو سُليمانَ الكرِامِ فإنَّهُم ... سُورٌ يُحَاطُ بِهِ العُلَى وسِوَارُ

  قودُوا بناتَ الأعوجِيِّ ولاَحِقٍ ... فالبيضُ هِيمٌ والرِّمَاحُ حِرَارُ

  لا تتركُوا طَلَبَ العدوِّ فَتركُهُ ... عَارٌ أمثلُكُمُ يَطَأْهُ العَارُ

  أأبَا عَزِيزٍ أنت لَيثٌ مُشبِلٌ ... ثَقِفُ اليدَينِ ونَابُهُ ضَرَّارُ⁣(⁣٣)

  فانْهَضْ وقُدهَا كالجِبَالِ كتَائِبَاً ... شُهْبَاً لَهَا ذِكرُ المهيمِنِ زَأْرُ

  وابسُطْ يَمِينَكَ بِالحُسَامِ فَإنَّهُ ... قَدَرٌ وقد تَعنُو لَهُ الأَقدَارُ

  لكَ فِي القُلُوبِ مَهَابَةٌ مَعلُومَةٌ ... وعَلَى عَدُوِّكَ ذِلَّةٌ وصَغَارُ

  ولكَ المهَابَةُ فِي القلوبِ وإنَّمَا ... يُسْدَى بِرَأيِكِ فِي الوَغَا ويُنَارُ

  وسليلَ قَاسِمٍ المؤيَّدِ إنَّهُ ... قَمَرٌ تَحُفُّ بِسَرْحِهِ الأقمَارُ

  مَلِكٌ مَكَارِمُ قَومِهِ وجُدُودِهِ ... مَشهُورَةٌ يَحدُو بِهَا السُّفَّارُ


(١) الأكوار جمع كور بالضم وهو الرحل، وبالفتح: الجماعة الكثيرة من الإبل.

(٢) المسبار: ما يقدر به الجرح.

(٣) أبو عزيز كنية الأمير قتادة بن إدريس السليماني. والثَّقِف: ذو الفِطْنةٍ والذَّكاء، والمراد أَنت ثابت المعرفة بما يُحتاجُ إليه.