[244] وله # مرثية فيه: [الكامل/86]
  فعلاَمَ تُغضِي للعَدُوِّ على القَذَا ... ونِصَابُكُم فِي العَالَمِينَ نَضَارُ(١)
  أيُصَابُ مَجدُ الدِّينِ لَمْ تُبلِلْ لَكُم ... لِبَدٌ ولَا ذَعَرَ العدُوَّ مَغَارُ(٢)
  ولكم مَآثِرُ لا تُرَامُ ومنكُمُ الـ ... إيرادُ فِي الأحدَاثِ والإِصْدَارُ
  وبَنُوا أبِيكُم قَائِمُونَ وإِنَّمَا ... مَا الَّليثُ لولَا النَّابُ والأظفَارُ
  إنَّا وإيَّاكُم يَمِينٌ فِي الوَغَى ... تَسطُو على أهلِ الخَنَا ويَسَارُ
  حُثُّوا لَنَا بالنَّصرِ عَينَاً إِنَّمَا ... نَصْرُ المُسَوِّفِ آجِلٌ وضِمَارُ
  العيشُ مُرٌّ بعدَ يَحيَى ذي العُلَى ... واليومَ ليلٌ والمَنامُ غِرَارُ
  ولَهُ الجِنَانُ ذَواتُ أفنَانٍ بِهَا ... مَا يَشتَهِيهِ وللعدُوِّ النَّارُ
  إعلَمْ بأنَّ النَّارَ بعدَكَ أُضرِمَتْ ... والحربُ لَمْ تُوضَعْ لَهَا أَوزَارُ
  عِيدَانُنَا نَبْعٌ كَمَا عَلِمَ الوَرَى ... فِي النَّائِبَاتِ وعُودُهُمْ خَوَّارُ
  والحربُ تُغضِبُنَا وتُغضِبُهُم ومِن ... عَادَاتِهَا الإحلَاءُ والإمرَارُ
  إنَّا بَنُوهَا حَينَ تَشتَجِرُ القَنَا ... ويَهَابُ من غَمَرَاتِهَا الأغمَارُ
  كم مَوقِفٍ ضَنْكٍ صبَرْنَا للظُّبَا ... والسُّمرِ حَتَّى زَاغَتِ الأبصَارُ
  خُضنَاهُ نَزْأرُ فِي الحَديدِ وللعِدى ... من حَرِّ وَقْعِ شَبَا السيوفِ خِوَارُ
  سائِل بِنَا صنعَاءَ يومَ دُخُولِنَا ... وذَمَارَ إن حَكَتِ الحديثَ ذَمَارُ
  والمَهجَمَ الجهواءَ فهي عَليمَةٌ ... فِيهَا بِمَا يتناقَلُ السُّمَّارُ(٣)
  ما أَوَّلُ الجُرْدِ المذَاكِي فاعلَمُوا ... إلا الفِلَا المَهَرَاتُ والأمهَارُ(٤)
  بيني وبينكم القُرَآنُ وحُكمُهُ ... ومن استَرَابَ فَبينَنَا البَتَّارُ
  لَا صُلحَ يُحكِمُ عَقدُهُ مَا بينَنَا ... فِقِفُوا فلا خَبَرٌ ولا استخبَارُ
  لا تعرفُ البُدْنَ الجِيَادُ بأرضِنَا ... إلَّا وأرضُ الظالِمِينَ قِفَارُ(٥)
(١) النضار: الذهب الخالص.
(٢) تبلل: أي تظفر.
(٣) الجهواء: الخربة.
(٤) الجرد جمع أجرد: وهو الفرس القصير الشعر. والمذاكي: هي الخيول التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان. والفلا: المفطوم من الرضاع من المهر.
(٥) أي لا تعرف جيادنا السمن إلا إذا تمكنا من الظالمين وأخلينا ديارهم عند ذلك تستريح جيادنا فتسمن.