ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[244] وله # مرثية فيه: [الكامل/86]

صفحة 569 - الجزء 1

  إن عَابَ قومٌ قتلَ يَحيَى فانظُرُوا ... أيُعَابُ فينا جَعفَرُ الطَّيَّارُ

  أو حَمْزَةٌ أسدُ الإلهِ ومَنْ عَلَتْ ... يومَ القَليبِ بقتلِهِ الكُفَّارُ

  إنَّا بَنُو سُورِ السُّيُوفِ ومَنْ قَضَتْ ... حُمرُ الملَاحِمِ أَنَّهُمْ صُبَّارُ

  لا نَتَّقِي جَلَلَ الخُطُوبِ ورُبَّمَا ... كُنَّا كَمَا يَتَطَارَحُ الأيسَارُ⁣(⁣١)

  مُتسربِلِينَ فَضَافِضَاً رُومِيَّةً ... والبِيضُ فِي أيْمَانِنَا أَنوَارُ

  نَسمُو إلى الشَّرَفِ الرَّفِيعِ وبَينَنَا ... يَا مَنْ يُقَلِّلُ حَربَنَا المِضمَارُ

  كم رُمتُ نِسيَانَاً لَهُ لا عَن قِلَى ... فَأبَى الوِدَادُ وشَفَّنِي التَّذكَارُ⁣(⁣٢)

  مَا هَاجَنِي طَرَبٌ إلى أخلاقِهِ ... يا قومُ إلا هَاجَنِي استعْبَارُ

  يَهَبُ السَّوَابِقَ والعِشَارَ وللقِرَى ... حَوضٌ أَجَمُّ وبُرمَةٌ أعشَارُ

  ولَطَالَ مَا شَهِدَت بطيب فِعَالِهِ الـ ... ـآصَالُ وافتخرت به الأسحَارُ

  صلى عليه الله من مُتَغَيِّبٍ ... والصالِحُونَ وجُندُهُ الأبرَارُ

  وسقَى ثَرَاهُ على جَلاَلَةِ تُربِهِ ... الوَابِلُ المُتَبَعِّقُ المَطَّارُ⁣(⁣٣)

  جَونٌ أجَمُّ إذَا ألَمَّ بِمَعشَرٍ ... قَامُوا وإن لَحُنَ العقائِقُ سارُوا⁣(⁣٤)

  فتَرَى الثَّرَى من خَلفِهِ وأمَامِهِ ... لُجَجَاً تَغطمَطَ مَوجُهَا وبِحَارُ

  حتَى إذا مَا الماءُ آضَ تفتَّحَتْ ... فِي رُوسِ أَغَصَانِ الرُّبَا الأزهَارُ

  هذِي تَحِيتُنَا إليهِ وفَوقَ مَا ... جَلَبَ التُّجَارُ ونَفَّحَ العَطَّارُ


(١) الأيسار: القوم المجتمعون على الميسر، هو الجَزُورُ التي كانوا يتقَامَرونَ عليها، كانوا إذا أرادُوا أن يَيْسِروا، اشْتَرَوْا جَزُوراً نَسيئَةً، ونَحَرُوهُ قبلَ أن يَيْسِروا، وقَسَموه ثمانِيَةً وعشرينَ قِسْماً، أو عَشَرَةَ أَقسامٍ، فإذا خرجَ وَاحِدٌ واحِدٌ باسمِ رجُلٍ رَجُلٍ، ظَهَرَ فَوْزُ من خَرَجَ لهم ذَواتُ الأَنْصِباءِ، وغُرْمُ من خَرَجَ له الغُفْلُ، أو هو النَّرْدُ، أو كلُّ قِمارٍ.

ومعنى البيت أنهم يتسابقون إلى الموت وكأنهم يقتسمونه بينهم كما يتقاسمون الأيسار.

(٢) شفه التذكار: أي أنحل جسمه وأهزله تذكر المصاب.

(٣) المتعبق: أي اللابث المقيم، من عبق الطيب: إذا لبث في صاحبه أياماً.

(٤) الحن: الصوت. والعقائق جمع عقيقة، وعقيقة البرق ما أنعق منه، أي ما ضرب في السحاب، كأن المعنى إذا ظهر صوت البرق وأضاء ساروا، وإذا لم يلمع البرق ويضيء بقو في أماكنهم لشدة كثافة السحاب الذي سبب في إظلام الأفق. والله أعلم.