ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[249] وقال #: [الرجز/152]

صفحة 574 - الجزء 1

  وقائِلٍ قُومُوا لِمَن لَمْ يُنبَه ... قام الفَتَى واضطجَعَ الهِرْدَبَّه⁣(⁣١)

  ليسَ العَلِيلُ مَن عَرتْهُ وَصْبَه ... فجَاءَه طَبِيبُه فَطَبَّه

  إنَّ العَلِيلَ من يُعَاصِي رَبَّه ... فصَارَ مِن جَهَنَّمٍ فِي الكُبَّه

  هذَا هو الدَاءُ العَيَا لا نُقبَه ... يَشفِيكَ منهَا لُعقَةٌ وشَربَه⁣(⁣٢)

  قُومُوا نُدَاوِي دَاءَنَا بِرَغبَه ... تَشفِي أخَا الحَزمِ وتَمحُو ذَنبَه

  فمَا سَمِعنَا للذُّنُوبِ ذَبَّه ... مثلَ الجهَادِ نَحْبَهُ أو نَدْبَه⁣(⁣٣)

  يا رَبِّ إن كُنتُ تَركتُ الأشبَه ... فالعفوُ أرجو يَا مُجَلِّي الكُربَه⁣(⁣٤)

  لو ساعدتنِي يَعرُبُ المُعتَبَّه ... صارت أعادِي القومِ كَالأذِبَّه⁣(⁣٥)

  لكن عَصَتْنِي ضِلَّةً وخَبَّه ... فخيرُها ما صار يحمي سِربَه⁣(⁣٦)

  الضِّدُّ قد أَلَّبَ جَهْدَاً إلبَه ... وسَوَّمَ الجُردَ وأشلَى غُلْبَه⁣(⁣٧)

  وهي إلَى أوطَانِهِم مُنصَبَّه ... إن لَمْ يَرُدُّوهَا إليِهِم كُثبَه⁣(⁣٨)

  بضرْبِ قومٍ يَحفظُونَ النِّسبَه ... ويَحتَسُونَ الموتَ دُونَ الهَرْبَه

  حَمِيَّةً ونَجدَةً وحِسْبَه ... أسوَى فِرَارِ الحُرِّ يَلوِي جَنبَه

  إن كانَ يَخشَى عارهُ وثَلبَه ... نَحنُ بَنِي حَيدَرَةَ الأطِبَّه

  نَزِينُ والنُّورُ يَزينُ قَصبَه ... نَحمِي حِمَى الدين ونَحمِي سِربَه⁣(⁣٩)

  غِرْنَا على يَعْرُبَ مِمَّا صَبَّه ... عليهم الضِّدُّ وسَاقَ نَكبَه


(١) الهردبَّة كقرشبَّة: الجبان المنتفخ الجوف.

(٢) النقبة: قرحة تخرج في الجنب، أو هي الجرب.

(٣) الذب: الدفع، أي ما سمعنا دافع للذنوب مثل الجهاد. وتناحبوا: إذا تواعدوا للقتال في أي وقت ما.

وندبه: أي حثه عليه ودعاه، من قولهم: انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ في سَبيلِهِ: أي أجابَهُ إلى غُفْرانِهِ، أو ضَمِنَ وتَكَفَّلَ، أو سارَعَ بِثوابِهِ وحُسْنِ جَزائِهِ، أو أوجَبَ تَفَضُّلاً، أي: حَقَّقَ وأَحْكَمَ أن يُنْجِزَ له ذلك.

(٤) الأشبه: الأقرب إلى الصواب.

(٥) العتب: الملامة. والأذبة: الذباب والنحل.

(٦) الخب: الخداع.

(٧) أشلى غلبه: أي نادى القبائل لتخلصه من الضيق والهلكة.

(٨) الكثبة: القليلة المهزومة.

(٩) القصبة: جوف القصر، أو المدينة، أو معظم المدن.