[255] وقال #: [الخفيف/27]
  أينفَعُ المرَءَ أن يُقَالَ غَدَاً ... يَجْنُبُ طَرفَاً ويَستَحِثُّ عَدَسْ(١)
  إنْ قيلَ هذا الغُلاَمُ أفرَسُ مَنْ ... لَزَّ فِي مَأقِطِ الضِّرَابِ فَرَسْ
  فَهَلْ تَرَاهُ يَنجُو إذَا نُصِبَ الـ ... ـميزانُ واقْتَادَهُ بغيرِ سَلَسْ
  قالُوا من الحُمْسِ أنتَ قُلتُ لَهُمْ ... وليسَ فِي مَوقِفِ الحِسَابِ حَمَسْ
  كيفَ تُرَجِّي بعدَ العِتَابِ لِخَيـ ... ـرِ الخَلْقِ طُرَّاً بِمُرِّ لَفظِ عَبَسْ(٢)
  احرُسْ مِنَ المُوبِقَاتِ فِعلَكَ خيـ ... ـرُ الخلق مَنْ كَانَ حَازِمَاً فَحَرَسْ
  واستغفِرِ اللهَ مَا بَدَا فَلَقٌ ... عن كُلِّ ذَنبٍ وجُنحَ كُلِّ غَلَسْ
  والبَسْ رَقِيقَ الثَّيِابِ واستشْعِرِ التَّـ ... ـقوى فَفِي مَلبَسِ الغَلِيظِ لَبَسْ
  وقَدِّرِ القُوتَ إنَّهَا مُتَعٌ ... فَالطَّرفُ إن مُكِّنَ العَلوقَ كَبَسْ(٣)
  كُلْ مَا تَيَقَّنتَ حِلَّهُ فَقَفِيُّ ... الغَرْبِ مِنهُ نَقيعُهُ وَخُرَسْ(٤)
  إجعلَ خَمِيرَ الشعيرِ مَطعَمَكَ الـ ... ـأسنى وصَيِّرْ لَهُ الإدَامَ عَدَسْ
  لو عَلِمَ الليثُ مَا عَلمتَ من الـ ... ـعدلِ لَمَا رَاحَ عَادِيَاً وفَرَسْ
  كم من خَطِيبٍ يَوَدُّ فِي موقِفِ التـ ... ـفتيش لَو بَاعَ نُطقَةُ بِخَرَسْ
  يومَ يَرَى فِي الكِتَابِ مُستَطِرَاً ... مَا صَاغَهُ جَاهِرَاً بِهِ وَهَمَسْ(٥)
  لو كُنتُ أدرِي مَا مِيتَتِي لَوَصفـ ... ـتُ الحَالَ حَتَى تَكونَ قَبَسْ
  الموتُ حَتمٌ فَذَا صَرِيعُ ظُبَا ... وذَا غَرِيقٌ فِي الزَّاخِرَاتِ قَمَسْ(٦)
(١) الطرف: اسم للخيل. وعدس: اسم للبغل.
(٢) أي عتاب الله لنبيه في سورة عبس وتولى.
(٣) قدر القوت: كناية عن الإقتصاد فيه، فإنما الدنيا متعة: أي لذة قليلة منقطعة، ثم شبه النفس في طلبها للذات والشهوات، وحبها للإزدياد منها، بالطرف وهو الفحل من الخيول، فإنه إذا تمكن من الأنثى الحامل، كبسها أي جامعها مرة ثانية، كذلك الإنسان إذا لم يقنع نفسه فإنها إذا تمكنت من شيء وثبت عليه.
(٤) القفي: المختار المنتقى. والغرب: نوع من التمر. والنقيع: شراب التمر إذا نبذ في الماء. والخرس: طعام المرأة النفساء يكون من التمر. والمعنى: أن الحلال يكفي لسد الحاجة وإشباع النفس، كما أن التمر يكفي النفساء شرباً وأكلاً مع شدة شهوتها في الأكل.
(٥) الهمس: ضد الجهر.
(٦) القمس: الغوص.