ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[275] وقال #: [المتقارب/25]

صفحة 584 - الجزء 1

[٢٧٥] وقال #: [المتقارب/٢٥]

  أرَاكَ منَ الكِبْرِ لَا تَنحَرِفْ ... وجسمُكَ بالذُّلِّ كالمقتَرِفْ

  مُخَاطٌ يَسِيلُ وبَطْنٌ ثَقِيـ ... ـلٌ وقَلبٌ لِهَولِ الرَّزَايَا يَجِفْ

  وجُوعٌ يَهُدُّ وكَظٌّ يَقُدْ ... ـدُ وقَدْ عَلِمَ النَّاسُ لم يختَلِفْ

  وأولُ نَشوِكَ طِفْلٌ ضَعِيـ ... ـفٌ وآخِرُ عُمرِكَ شَيخٌ خَرِفْ

  أيَحسُنُ كِبْرٌ عَلَى مَا تَرَاهُ ... من حَالَةِ النَّقْصِ فانظُرْ وقِفْ

  أكَلنَا السَّوامَ ولَمْ نَتَّرِكْ ... وتَأكُلُنَا الدُّودُ أكلَ الكَتِفْ

  ولو أَنَّهَا عَلمت مَا يُرَا ... دُ بها حينَ تَسمَنُ لَمْ تَعتَلِفْ

  ولو كُنتُ أعقِلُ هولَ الحسَا ... بِ هَجرَتُ الذُّنُوبَ ولَمْ أقتَرِفْ

  يهُونُ علينَا اكتِسَابُ الذُّنُو ... بِ فإن فَاتَنَا تَافِهٌ نَلتَهِفْ

  عجبتُ لِمُعتَرِفٍ بِالمَعَا ... دِ ويصبِحُ عن رَبِّهِ مُنحَرِفْ

  إلى الله أشكُو عِلاَجَ النُّفُو ... سِ إلى كَمْ تَصُدُّ وكم ذَا تُخِفْ

  علينَا ملآئِكَةٌ حَافِظُو ... نَ أقْلامُهُمْ عُمْرَنا لا تَجِفْ

  فلو أنَّهم مثلُنا خاطئون ... لكنَّا إذا شهدوا ننتَصِفْ

  فيا ويلَنا من مَقَامِ الحَسَا ... بِ ومَوقِفِ هولٍ كَمَا قَدْ وُصِفْ

  وميزَانِ عَدلٍ مَتَى مَا رَسَا ... سَعُدنَا ويَا بُؤسَنَا لَو يَخِفْ

  تَرَى النَّاسَ للهولِ مِثلُ الغُثَا ... أُتيحَ لَه جَارِفٌ فاجتَرَفْ

  فمَا بَالُ أكبادِنَا لا تذُو ... بُ ومَا بال أجفَانِنَا لا تَكِفْ

  مَتَى خِفتَ فِي التَّمْرِ مُرُّ القَضَا ... فَمِلْ عنهُ أَكلاً لِحَبِّ الظَّرِفْ

  أرَى أسعَدَ النَّاسَ ذَاكَ الغَبِي ... وأشقَاهُمُ فِيهم من عُرِفْ⁣(⁣١)

  لنا فِي الذَّينَ مَضَوا عِبَرَةٌ ... وفِي مَجمَعٍ هَائِلٍ قد أَزِفْ

  سَيُغنِيكَ من فَائِقَاتِ الطَّعَا ... مِ خُبزُ الشَّعِيرِ إذاَ مَا سَرُفْ

  فإن شئتَ تَنويِقَهُ بالإدَا ... مِ وتصويغَهُ فعلَيكَ الوَرَفْ⁣(⁣٢)


(١) الغبي: الخفي الذي لم يفطن له.

(٢) الورف: ما رق من نواحي الكبد.