ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[260] وقال # في مثله: [الرجز/2]

صفحة 585 - الجزء 1

  وأحسنُ من سُندُسٍ المُترَفِيـ ... ـنَ فِي موقِفِ العَرْضِ جَلٌّ حَدِفْ⁣(⁣١)

  فيا رَبِّ غَوثَاً فإنَّ الكَرِيـ ... ـمَ مَتَى صِيحَ يومُ الوغى ينعَطِفْ

  وَجُدْ لِي بعفوِكَ يَا مَنْ يَجِلْـ ... ـلُ مِنْ أن يُحِيطَ بِهِ من يَصِفْ

[٢٥٧] وقال # في الشيب: [السريع/٥]

  إنْ أسْرَعَ الشَّيبُ إلى عارِضِي ... فلا أُرى أخضِبُهُ بالسَّوَاد

  ولم أَقُل لا كنتَ من وافدٍ ... قُوتِلتَ مني بالقِلا والبِعَاد

  بل قلتُ أهلاً بك من زائرٍ ... حاربنا فِيك جميعُ العِبَاد

  كم قام فينا فِيكَ من خاطبٍ ... مؤيَّدٍ في قولِهِ بالسَّدَاد

  أنت لعمري الفرقُ مَا بيننا ... يا سيدَ اللونِ وبين الأعادي

[٢٥٨] وقال #: [البسيط/٧]

  وقايلٍ لم وَمَقْتَ الشيبَ قلتُ لَهُ ... وهل علمتُم حكيماً يَعْشَقُ السُّودَا

  ما كان فيما علمنا من حليفِ دَدٍ ... يُحِبُّ إلا الدُّمى البيضَ الأماليدَا⁣(⁣٢)

  إن السَّوادٌ مُضِلٌّ للعبادِ وقَدْ ... ذمَّ الإلهُ تعالى الأوجهَ السُّودَا

  والحِلْمُ بالشَّيبِ مَعقودٌ وكَمْ نَظَرَتْ ... عيناي جهلاً بِسَوْدِ الشَّعْرِ معقودَا

  عَصَيتُ شرخ شبابي في إرادَتِهِ ... والشيبُ ملَّكتُهُ مني المقاليدَا

  فما لَويتُ ازوراراً عنه لي جِيداً ... ولا ذكرتُ شباباً ظلَّ أوحيدَا

  فأكثرُ البِيضِ أبرارٌ مُساعِيدَاً ... وأكثرُ السُّودِ ضُلَّالٌ مَناكِيدَا

[٢٥٩] وله # في معنى الوعظ: [الرجز/٣]

  إنَّا بنُو الموتِ فشَمّرْ شَمِّرْ ... ولم تكن لوارثٍ تُثَمِّرْ

  وإن غدوت خائفاً فبَكِّرْ ... وإن ذكرتَ رابعاً فكرِّرْ

  واهرُبْ من الكفرِ وكَفِّرْ كَفِّرْ ... واستغفر الرَّبَّ العظيمَ يغفَرْ

[٢٦٠] وقال # في مثله: [الرجز/٢]

  ما قولُه إن أرهَقَته العجَله ... وكلُّ أفعالِ الصَّلاحِ مهمَلَه

  فحارَ مِن فرطِ السُّؤالِ والوَلَه ... صارَ عليهِ حِسرةً ما كان لَه


(١) الجل: كساء. والحدف: قطع الثوب.

(٢) الدد: اللهو واللعب. والدمى جمع دمية: وهي الصورة.