ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[1] قال # في حال الحداثة وأيام الدرس بحجة، وقد أتاه مستمنح، فطلب له قرضا من بعض الأصحاب فاعتذره، فعتب عليه أهله في الغفلة عن الإكتساب: [الكامل/17]

صفحة 66 - الجزء 1

الباب الأول: في الإفتخار

  

  الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على محمد وآله

[١] قال # فِي حال الحداثة وأيام الدرس بحجَّة، وقد أتاه مستمنح، فطلب له قرضاً من بعض الأصحاب فَاعتذره، فعتب عليه أهله فِي الغفلة عن الإكتساب: [الكامل/١٧]

  قَالَتْ أُمَيمَةُ وهي لَا تَدرِي ... جَهلاً بِكُنهِ عَوَاقِبِ الدّهرِ⁣(⁣١)

  قُم فَاطَّلِبْ وَفْراً لِيَنفَعَنَا ... ويُغْنِيَنَا عن كُلِّ ذِي وَفْرِ⁣(⁣٢)

  فَالمَالُ يَرفَعُ كُلَّ مُتّضِعٍ ... ضَرَبَ المِثَالَ النَّاسُ بالبَحرِ⁣(⁣٣)

  مَا أوَّلُوكَ بِنَافِعِيكَ وَمَا ... يُغنِيكَ كَونُكَ مِن بَنِي الطُّهْر

  فَأَجَبتُهَا مَا المَالُ مِن أَرَبِي ... وَطِلاَبُهُ فَتَيَقَّنِي أَمرِي

  حَسبِي أُمَيمُ بِأَنَّنِي رَجُلٌ ... أَدرِي وَأدرِي أنَّنِي أَدرِي

  وَإِذَا وَعَدتُ أَتَيتُ مَوعِدَتِي ... وَإذَا خَلقتُ فإِنَّنِي أَفرِي⁣(⁣٤)

  وَ أَلِينُ لابنِ العَمِّ يُسمِعُنِي ... مَا لَا أَشَا وَيَنالُهُ بِرِّي

  وَلَرُبَّ لَيلٍ قَد لَهَوتُ وَمَا ... لَهْوِي بِمُسمِعَةٍ ولا خَمْرِ⁣(⁣٥)

  بِفِكَاكِ مُشكِلَةٍ يَظَلُّ لَهَا ... ذُو العِلمِ يَنكُتُ حَائِرَ الفِكْرِ⁣(⁣٦)

  فَتَركتُهَا غَرَاءَ وَاضِحَةً ... للنَّاظِرِينَ كَطَلْعَةِ الفَجْر

  فَمَتَى أَرَى دَاعِي بَنِي حَسَنٍ ... يَدعُو فَيسرِي الهَمُّ مِن صَدْرِي

  وَمَتَى أَرَى الرَّايَاتِ تَنشُرُهَا ... رِيحُ السَّعَادَةِ أَبلغَ النَّشْر


(١) أميمة: تصغير أم.

(٢) فِي (م) فاطلبن. والوفر: الغنى، ومن المال والمتاع: الكثير الواسع.

(٣) أي ضرب الناس البحر مثلاً لكل من يملك المال الكثير الواسع، كما أن البحر يضرب مثلاً للكريم.

(٤) الخلق: التقدير، وخَلَق الأديم: صنعه وقدره. وأفراه: أصلحه أو أمر بإصلاحه، وهو يفري: الفرِّي كعنيِّ: يأتي بالعجب فِي عمله، فيكون المعنى: أصلح خلف الوعد تداركاً بالوفاء، أو ببيان مَا منع عنه من الأعذار الصادقة.

(٥) المسمعة: المغنية.

(٦) النكت: أن تضرب فِي الأرض بقضيب فيؤثر فيها. وهي صفة للحائر فِي الأمر.