ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[2] وقال # وقد اجتهد قوم من روافض الشيعة في قطع مواد المنافع عنه حتى ضاقت به الحال وانتقل عنهم، وعاد بعد ذلك هذه: [البسيط/30]

صفحة 67 - الجزء 1

  والخَيلُ تَمرُجُ لَا دَلِيلَ لَهَا ... إِلَا ذُرَى الخَطِيِّةِ السُّمْرِ⁣(⁣١)

  تُردِي بِفتيَانِ الصَّبَاحِ ضُحَىً ... وَسَطَ العَجَاجَةِ كَالقَطَا الكُدْري⁣(⁣٢)

  مِن كُلِّ أبيضَ يَستضِيءُ بِهِ ... مَا حَوْلَهُ كَإِضَاءَةِ البَدْر

  يَهتَزُّ فِي ثَنيَيْ مَفَاضَتِهِ ... أَسَدٌ حَدِيدُ النَّابِ والظُّفْرِ⁣(⁣٣)

  تَرقَى إِلَى حَسَنٍ مَنَاسِبُهُ ... نَاهِيكَ مِن شَرَفٍ وَمَن فَخْر

[٢] وقال # وقد اجتهد قومٌ من رّوافض الشّيعة فِي قطع مواد المنافِع عنه حتى ضاقت به الحال وانتقل عنهم، وعاد بعد ذلك هذه: [البسيط/٣٠]

  جَاءَت فُطَيمَةُ والأَعيَانُ هَاجِعَةٌ ... فَالشَّمسُ طَالِعَةٌ وَالليلُ مُنْعَكِرُ

  جَاءَت فَجَلَّت ظَلاَمَ الليلِ طَلعَتُهَا ... فَقُلتُ وَجهُ فُطَيْمٍ أَم هُو القَمَرُ

  أَهلاً بِهِ مِن حَبِيبٍ زَارَ مِن بَلَدٍ ... تَرَى بِهَا الوَردَ مِن أردَانِهَا عَطِرُ⁣(⁣٤)

  عَانَقتُهُ وَمَززتُ الخَمرَ مِن فَمِهِ ... قَبلَ السَّلاَمِ فَأوهَى عِطفِيَ السَّكَرُ⁣(⁣٥)

  أَمسَى ضَجِيعِي وأَمسَى السَّيفُ شاهدنا ... شاهدنَا بأنَّهَا كَرَمَاً مَا حُلّتِ الأُزُرُ

  أَضحَى بِسَيفِيَ رِدعٌ مِن ذَوَائِبِهَا ... ومِن ذَوَائِبِهِ فِي جِسمِهَا أثَرُ⁣(⁣٦)

  أَرْخَتْ عَلَى المَتْنِ لَيلاً مِنْ ذَوَائِبِهَا ... وَأَقبَلَت بِنَهَارٍ لَيلُهُ شَعَرُ⁣(⁣٧)

  قَالَت عِتَابَاً عَلاَمَ الهَجرُ قُلتُ لَهَا ... يَا فَطْمُ إِنِّي عَذَابِي مِنكُمُ السَّهَرُ

  كَيفَ المَقَامُ لِذِي نَفسٍ عَشِيرَتُهُ ... مِن بَينِ قَومٍ ذَوُو أَحلَامِهِم بَقَرُ⁣(⁣٨)


(١) المَرْجُ: الأَرضُ الواسعةُ ذاتُ نباتٍ كثير تَمْرُجُ فيها الدوابُّ أَي تُخَلَّى تسرح مختلطةً حيث شاءت. وذِرْوَةُ كلِّ شَيءٍ وذُرْوَتُه: أَعْلاهُ، والجَمْع الذُّرَى بالضم. والخَطِّيُّة: الرِّماح، نسبة إلى أرض.

(٢) تردي الخيل: ترمي الأرض بحوافرها، أو تسير مَا بين المشي والعَدْو. وفتيان الصباح: رجال الغارة. والقطا الكُدري، كتُركي: ضرب من القطا، غبر الألوان، رقش الظهور، صفر الحلوق.

(٣) ثنيي مفاضته: مَعْطفَي درعه.

(٤) الردن بالضم: أصل الكم، يقال: قميص واسع الردن، قال ابن سيدة: الردن مقدم كم القميص، وقيل هو أسفله، وقيل هو الكم كله، والجمع أردان وأردنه.

(٥) أوهى: أي أضعف. والعِطف: الجانب.

(٦) (في حاشية الأصل) الردع: العنق والزعفران، أو لطخٌ منه، أو من أثر الدم، وأثر الطيب فِي الجسد كالرادع.

(٧) المتن: الظهر. شبه الذوائب بالليل لسواد الشعر.

(٨) يعني أن ذوي الأحلام والنهى منهم كالبقر فِي الغباوة، فكيف سائرهم. تمت من حاشية (م).