[3] وقال # وهو بميتك: [الوافر/25]
  مَا رَابَنِي مِثْلُ قَومٍ لَا خَلاَقَ لَهُم ... إنْ كَاثَرُوا كُثِرُوا أو طَاوَلُوا قَصُروا
  وَهَبْ بِأنَّهُمُ مِلءُ الفَلَا حُمُراً ... أليسَ لَيثُ الشَّرَى تَعنُو لَهُ الحُمُرُ
  مَتَى أَرَى رَايَةَ المنْصُورِ خَافِقَةً ... وَينصُرُ اللهُ مَن للحَقِّ يَنتَصِرُ
  مَتَى أَرَى الخَيلَ كالعُقبَانِ بِانَ لَهَا ... سِرْبُ القَطَا وَلِواءُ الحقِّ مُنتَشِرُ(١)
  مَتَى أرَى الخيلَ تُردِي فِي أَعِنَّتِهَا ... شُعثَ النَّوَاصِي عَلَيهَا السَّادَةُ الغُرَرُ(٢)
  وَكُلُّ ذِي رِيْبَةٍ فِي نَفسِهِ شَجَنٌ ... فَالنّفسُ تَصْعَدُ والأحزَانُ تَنحَدِرُ(٣)
[٣] وقال # وهو بمَيْتَك(٤): [الوافر/٢٥]
  تَذَكَّرْ عَاذِلَي وَلَن تُلاَما ... لَذِيذَ نَسِيمِ أنفَاسِ الرِّيَاح
  وركضَ الأعوجِيَّةِ فِي كُمَاةٍ ... تُلاَعِبُهُم بِأطرَافِ الرِّمَاح
  أفَاضِلَ من سُرَاةِ بَنِي دَعَامٍ ... ومِن نِهْمِ الجَحَاجِحَةِ الصَّبَاحِ(٥)
  هُمُ حَفُّوا بِسرجِي فِي خَمِيسٍ ... يَسُكُّ السَّمعَ مِن رَهَجِ الصِّيَاحِ(٦)
  وقد نَصَرُوا بِلَا كَذْبٍ وَوَالَوا ... وفَازُوا بالمرُوَّءَةِ والسَّمَاح
  ألَا فَسَقَى الإلهُ الجَوفَ غَادٍ ... مِن الأنوَاءِ مُنهمِرَ النَّوَاحِي
(١) العقبان جمع العقاب: طائر. والقطا: طائر معروف أيضاً من جنس الحمام.
(٢) رَدَى الفَرَسُ، كَرَمَى، رَدْياً ورَدَياناً: رَجَمَتِ الأرضَ بِحوافِرِها، أو هو بَيْنَ العَدْوِ والمَشْيِ، وأرْدَيْتُها.
(٣) الشجن: الهم والحزن.
(٤) هذه القصيدة يشرح فيها الإمام # حاله فِي دعوة الإحتساب لمَا خرج من الجوف إلى ميتك باستدعاء الشرفاء والمشائخ له، وذلك أن السلطان علي بن حاتم لمَا استولى على ميتك فسلموا له حصن جُرَع، ورهنوا أولادهم على الطاعة، وكان هناك من الأشرف كبار بني حمزة وغيرهم، فاشتوروا فِي أمرهم ومَا قد دهم بلادهم، وبلغهم التوعد بإخراج هجرتهم وأخذ أموالهم، فاجتمع رأيهم على المكاتبة إلى الإمام #، فكاتبوا الإمام وسالوه الوصول ليدفع عنهم الضرر، فاعتذر فلم تزل الكتب فِي رجب وشعبان ورمضان سنة (٥٨٣) ه، فنهض اليهم فِي أربعة عشر راجلاً وفارسين، وقد كان بلغ خبره إلى صنعاء فجعلوا عليه العيون والأرصاد، فرجع، ثم خرج قبيل عيد رمضان بيوم وقد أعد جميع مَا يحتاجون اليه فساروا ولا طريق لهم إلا أواسط بلاد همدان، فوصلوا إلى قرب ريدة وصلوا المغرب والعشاء وساقوا سوقاً عظيمَاً، وكان وصوله إلى ميتك لثلاث خلون من شوال.
(٥) بني دعام: أهل درب ظالم بالجوف بطن من بكيل الهمدَانية. ونِهم من قبائل بكيل يسنبون إلى نهم بن عمرو بن بكيل وتقع بلادهم فِي الشرق الشمالي لصنعاء. والجَحْجَح السيد الكريم، والهاء فيه لتأكيد الجمع. والصباح: يوم الغارة.
(٦) الخميس: الجيش، لانه خمس فرق: المقدمة، والقلب، والميمنة، والميسرة، والساقة. والرهج: الغبار، والصياح والصيحة: والصَّيحةُ: الغارةُ إِذا فُوجِئَ الحيُّ بها.